مع تأثر الأراضي بالعوامل البيئية.. كيف تصل مصر لتحقيق الزراعة المستدامة؟
أصبح الاعتماد على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزراعة والمحاصيل الزراعية هدف محدد تسعى له الدولة وتتكاتف جهود الجهات المعنية لتحقيقه، وهو ما جعل وزارة البيئة تتبنى خطة لتحقيق الاستخدام المستدام للمواد الزراعية الطبيعية والزراعة المستدامة.
شملت هذه الخطة التي تساعد في وصول مصر إلى الزراعة المستدامة التركيز على أساليب الإدارة الزراعية المتكاملة ورفع كفاءة استخدامات المياه فى الزراعة، تحسين نظم الرى والصرف، وتعديل التركيب المحصولى لصالح الزراعات الأقل استهلاكاً للمياه.
إلى جانب إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصرف، وتعديل التشريعات البيئية وتطوير نظم الإدارة البيئية وزيادة التوجه نحو التنمية الاقتصادية الخضراء الأقل اعتمادًا على الكربون.
تأثر الزراعة بالظروف البيئية
وعن سبل وصول مصر إلى الزراعة المستدامة، قال د. يحيى متولي، استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إن الزراعة تتأثر بالبيئة التي تشمل 3 مكونات اساسية وهى المياه والهواء والتربة، ومع تغيرهم تتغير أنواع الزراعات وطبيعتها.
وأوضح متولي، لـ"الدستور"، أن تغير الظروف الجوية والمناخ وبالتالي تتغير أنواع الزراعات والتي يحتاج بعضها الزراعة في أماكن مرتفعة الحرارة، موضحًا على سبيل المثال أنه لا يمكن زراعة القطن في مناطق الوجه البحري لأنه يحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة والتي تتوافر في مناطق الوجه القبلي بمساحات كبيرة.
أضاف أنه كي نستديم أو نستمر في زراعة القطن نحتاج إلى توافر هذه الشروط، مضيفًا أن هناك بعض الزراعات التي أصبحت تتأثر بالملوحة والتربة في أراضي الوجه البحري، وبالتالي أصبح لا بد من البحث عن أماكن أخرى التربة الجيدة أو عمليات الإصلاح التي تتم للأراضي لسحب الملوحة من المياه كي يمكن أن تروي النبات.
مشروع الصوب الزراعية
أشار استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية إلى أن مشروع الصوب الزراعية جاء ليلبي الغرض من مواكبة ظروف البيئة حيث يمكن التحكم في الظروف الجوية كي تستمر الزراعة وتستديم، حيث يمكن زيادة الحرارة أو الرطوبة والتحكم في كافة سبل الزراعة التي نحقق الزراعة المستدامة، بحيث يمكن إنتاج محاصيل شتوية في الصيف أو محاصيل صيفية في الشتاء، مضيفًا أن الصوب الزراعية تحقق إنتاجية أعلى أكثر من الأرض المكشوفة.
جاء مشروع الصوب الزراعية ليحقق الاكتفاء الذاتي ويساهم في زيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية، حيث كان مشروع 100 ألف صوبة زراعية يد الدولة المصرية، للحد من الاستيراد، والسيطرة على احتكار بعض الشركات على أسعار هذه التقاوي خلال السنوات القادمة.
وساهم مشروع الصوب الزراعية في زيادة الإنتاج والمساحة المستغلة، وتستهلك هذه الصوب بين 60 و70% فقط من كميات المياه التي تحتاجها الزراعات التقليدية المكشوفة، كما تنتج حاصلات زراعية عالية الجودة وفي غير موسمها الطبيعي، وتساعد على زيادة الإنتاج التكاملي من محاصيل الخضر والفاكهة في الأسواق.
وذكر أنه لتحقيق الزراعة المستدامة يجب أن يتم تحسين التربة وهو متوافر من خلال جهاز في وزارة الزراعة يسمى جهاز تحسين الأراضي الزراعية دوره في دراسة العناصر الموجودة في الأرض وإضافة العناصر التي يحتاجها والاسمدة الكيماوية لتحسين نوع التربة، وبالتالي يحقق هذه المستدامة لاستمرار توافر الانتاج الزراعي.
وتابع أن التعاون الجاري بين وزارة البيئة ووزارة الزراعة مطلوبة لتحسين المحاصيل الزراعية المصرية واستدامتها، فالامطار التي تحدث تؤثر بالسلب على الأراضي الزراعية وتسبب رطوبة التربة وبالتالي تقلل من إنتاجية الأرض الزراعية، فالزراعة تتأثر بالظروف البيئة أكثر من أي مجال آخر.