باحثة بالمركز المصرى: بوتين يسعى لإقالة زيلينسكى وتنصيب زعيم موال لموسكو
قالت مروة عبدالحليم، الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه منذ الـ24 من فبراير الجارى وأوكرانيا تواجه قوة وثقل الجيش الروسي الذي أطلق عملية غزو من عدة جبهات، مقاتلات ومروحيات وصواريخ انهالت على عدة مواقع، دبابات ومدرعات عبرت الحدود من بيلاروسيا شمالا وشبه جزيرة القرم جنوباً برقفة عشرات الآف من الجنود الروس.
وأضافت عبدالحليم فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا ليس مجرد غزو عسكري على دولة واحدة فحسب، بل بداية لدخول روسيا والغرب حقبة طويلة من النزاع المستمر، المصحوب برغبة بوتين في استعادة الهيمنة السوفيتية عن طريق الدفع إلى أقصى الغرب والشمال والجنوب بالعمليات العسكرية، والصواريخ النووية، وأدوات الحرب الهجينة.
وأوضحت عبدالحليم أن الدول الغربية أعلنت عن سلسلة من العقوبات على روسيا وشمل ذلك إدراج بنوكها في القائمة السوداء وحظر صادرات التكنولوجيا، لكنهم لم يصلوا إلى حد إقصائها من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، وكان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا قد جمدا في وقت سابق أي أصول لبوتين ولافروف في أراضيهما، واتخذت كندا خطوات مماثلة، ومع ذلك لم تردع هذه الضغوط الاقتصادية الرئيس الروسي.
وتابعت "عبدالحليم" في ظل تلك العقوبات الغربية ما زلنا نشهد وابلًا مستمرا من الهجمات الجوية على أهداف عسكرية ومطارات، والقيام بحملات منسقة لاحتجاز الجيش الأوكراني في شرق البلاد، ومن غير المحتمل أن تنتهي هذه المعركة لصالح أوكرانيا، التي تعاني قواتها المسلحة من تفوق محدود أمام القوات الروسية، لأن ما لدى أوكرانيا من القوات الجاهزة للقتال غير كاف، وقد جرى حشدها بشكل أساسي في دونباس، وعلى ما يبدو، سيتم القضاء عليها قريبا".
وأشارت الباحثة إلى أنه في محاولة لوقف التقدم الروسي في كييف، قبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي اقتراح نظيره الروسى، إجراء مفاوضات سلام ووقف إطلاق النار، وأعلن بوتين استعداده إرسال وفد إلى مينسك، العاصمة البيلاروسية، لإجراء محادثات مع أوكرانيا، ومن المقرر أن يرسل بوتين وزيري دفاعه وخارجيته المتشددين وهو ما يعني أن روسيا ستعود إلى المفاوضات مع أوكرانيا بمجرد استسلام القوات المسلحة الأوكرانية وإلقاء أسلحتها والتوقف عن المقاومة.
فيما تشير التقديرات أيضًا إلى أن بوتين يسعى لإقالة زيلينسكى وتنصيب زعيم موال لموسكو، وسيساعده في ذلك عاملين رئيسيين وفقا للباحثة بالمركز المصرى، العامل الأول، التفوق العسكري الروسي، لن يستطيع الجيش الأوكراني الصمود أمام الزحف الروسي رغم احتدام القتال بين القوات الروسية والأوكرانية في عدة جبهات خاصة أن روسيا متفوقة في الميزان العسكري عن أوكرانيا بكثير، فالجيش الروسي قوامة أكثر من 900 ألف جندي وهناك أقل من الثلث يشارك في عملية الغزو الأوكراني، في المقابل الجيش الأوكراني لديه ما يزيد عن 250 ألف جندي فقط. أما في سياق الدبابات فلدى موسكو أكثر من 13 ألف دبابة، ولدى كييف نحو ألفين دبابة، بالنسبة للسلاح الجوي الروسي، هناك تفوق واضح حيث تمتلك روسيا أكثر من 1300 طائرة مقاتلة، أما أوكرانيا فلديها فقط نحو 146 طائرة، كما تملك كييف 42 مروحية مقاتلة، في حين تملتلك موسكو نحو 500 مروحية مهاجمة. ولدى روسيا أيضًا صواريخ طويلة المدى ودفاعات جوية من بين الأكثر تقدماً في العالم، والميزة الرئيسية لموسكو في قوة سلاحها الجوي، حيث سيكون أمام الجيش الأوكراني خيارات صعبة. الولايات المتحدة وبريطانيا من بين الدول القليلة التي زودت أوكرانيا بالأسلحة لكن غالبيتها صواريخ قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدبابات وصاريخ أرض جو. في ظل التفوق العسكري الروسي
أما العامل الثاني الذي يساعد بوتين في استمرار هجومه على أوكرانيا، قالت عبدالحليم هو أن الولايات المتحدة غير مستعدة للحرب في أوكرانيا أو إرسال جنود هناك وأوضح بايدن أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للقتال، فأوكرانيا ليست جارة للولايات المتحدة، وليس بها قاعدة عسكرية أمريكية، ولا يوجد بها احتياطات استراتيجية من البترول كما أنها ليست شريكا تجاريا رئيسيا، كما لا يرغب بايدن في إشعال "حرب عالمية"، بما يحويه هذا من مخاطر الاشتباك المباشر بين القوات الأمريكية والروسية في أوكرانيا.