الشيخ يسري عزام يوضح ثقافة اعتذار الأنبياء والرسل مع الله
قال الشيخ يسري عزام، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف: “ليس عيبًا أيها المسلم أن تخطئ، ولكن العيب أن تتمادى في الخطأ، والقرآن مليء بالنماذج التي تراجعت عما فعلته واستغفرت الله تبارك وتعالى”.
وأضاف في مقطع فيديو مصور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" يتحدث فيه عن ثقافة الاعتذار عن الأنبياء والمرسلين، أن الله يقول في القرآن الكريم: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، كما يقول الله تبارك وتعالى:" (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما).
وأشار إلى أن هناك نماذج كثيرة للأنبياء مع الله توضح اعتذارهم وأدبهم مع الله، ومن هذه النماذج في القرآن الكريم يحدثنا الله فيه عن ثقافة الاعتذار في حياة الأنبياء، فسيدنا موسى يقول عنه الله في القرآن، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ".
ونوه بأن هذه الواقعة تتحدث عن سيدنا موسى عندما استنجد به واحد من عشيرته، والآخر من أعدائه، فسيدنا موسى كان قوي البنيان، فقتل الرجل الآخر، وقال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين، ويعتذر لله فقال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر الله له، فاستغفر وطلب من الله المغفرة.
وتابع الشيخ يسري عزام: ومما يدل على قوة سيدنا موسى أن جاءته ابنتا سيدنا شعيب فسقى لهما وحمل الدلو بيد واحدة في حين كان يحمله عصبة قوية من الرجال، فسقى لهما ثم توجه إلى الظل، وقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
وناشد بأن أي مسلم عنده قوية جسدية لا يتقوى بها على الضعفاء، ومن عنده قوة جسدية عليه أن يقدم الخير للناس، فتعلموا من سيدنا موسى عليه السلام، وكيف كان يساعد الناس، وعندما ارتكب ما يغضب الله اعتذر له وطلب المغفرة فغفر الله له.