«مخرج فرنسى شهير انهال ركلا على العامل».. ذكريات المخرج محمد كريم
تحدث المخرج الكبير محمد كريم عن ذكرياته لتعلم السينما في ألمانيا مع المخرج الكبير فرانس لانج، وذلك في حديث مع مجلة الكواكب.
ويقول المخرج الكبير: “عندما عدت من ألمانيا بعد دراسة الإخراج لم يكن أحد يعرف ما هي السينما، وحين بدأت الإخراج كان علي أن أعلم الغالبية ممن يعملون معي، أعلمهم كل حركة، وكل إشارة، وكل كلمة، ولا شك أن هذا يثير الأعصاب، لأنني أريد الدقة، ولأنني أرفض أن تمر فرصة دون أن تكتمل لها كل اسباب النجاح، فالمسألة إذا لا تتعلق بالأعصاب بل تتعلق بالتعصب للفن والكمال”.
ويضيف محمد كريم: "هذه الدقة أو التعصب درس قديم تعلمته على يد فرنس لانج المخرج الألماني الشهير، والذي تتلمذت على يديه، فقد وقفت في استوديو "أوفا" الألماني أشاهد إخراج منظر في فيلم "مترو بوليس" وكان المنظر عبارة عن مئات من العمال يهتفون في صوت واحد:" اقتلوا الغوريللا"، ويشفعون الهتافات بالتلويح الحماسي بقبضات الأيدي، وقد ثبتت آلات التصوير على ارتفاع أربعة أمتار ووقف العمال في البلاتوه، ووقف فرانس جوار الكاميرا، وبدأ العمل، ولكن فرانس لم يرق له التمثيل فأعاد التصوير عدة مرات، وبدأت ألمحه يتوتر وفجأة قفز من مكانه فوق الكومبارس، فوق عامل بالذات، وانهال عليه لكما وضرب وركلا، وشفى منه غليله ثم طرده من الاستوديو.
يكمل: "وهدأت ثورة فرانس بعد قليل، فقلت له: "إنني اريد أن أعرف سر ما حدث"، فأجاب: "لم يكن هذا العامل يلوح بقبضته بحماس كما يفعل العشرات الذي تراهم من زملائه.
ويختتم: “تصوروا معي مقدار الدقة، عامل بين مئات، لم يلوح بقبضته كما ينبغي، فيأكل علقة ويطرده المخرج من الاستوديو، فما بالك بأبطال العمل وما يضمهم من فنيين وخلافه؟”.