أساتذة الأورام من مؤتمر جامعة أسيوط: الوجبات السريعة أحد مسببات السرطان
كشف الدكتور سامي الخطيب أمين عام رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ورئيس جمعية الأورام الأردنية أنه وفقاً للتقارير السنوية الصادرة عن كافة المنظمات والهيئات الصحية الدولية فإن أرقام الإصابة بالأورام والأمراض السرطانية فى الوطن العربي لازال يقع بمعدلات مطمئنة وأقل بكثير من معدلات الإصابة فى الدول الغربية والأجنبية.
وأوضح الدكتور سامي الخطيب ان هذا يرجع إلى أن الشعوب العربية لازالت ملتزمة بأسلوب التغذية السليمة المعتمدة على تناول الخضروات والفواكه الطازجة إلى جانب تنوع الفئات العمرية بين الشعوب العربية، بعكس الغرب المعتمدين بشكل أساسى فى طعامهم على الوجبات السريعة والجاهزة وكذلك إلى جانب أن كبار العمر هى الشريحة الأكثر بين الشعوب الأجنبية.
جاء ذلك خلال اليوم الأول من وقائع المؤتمر الدولي الثالث عشر لقسم علاج الأورام بكلية الطب بجامعة أسيوط بمدينة الأقصر وذلك تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط ، ونائبه لشئون الدراسات العليا والبحوث الدكتور أحمد المنشاوي، والدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية، وبرئاسة الدكتور سمير شحاتة رئيس قسم علاج الأورام والطب النووي.
وصرح الدكتور سمير شحاتة أن مشاركة الدكتور سامي الخطيب تضمنت كذلك حديثه للتعريف بدور رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان فى تنمية قدرات ومهارات أخصائيي الأورام في الوطن العربي والتي تتميز بعلاقاتها المتعاونة والمتشعبة مع العديد من الجهات والمراكز الصحية العربية وخاصةً المعنية بمرضى السرطان وفي كذلك الدول الغربية.
وأشار إلى أن الرابطة تهتم بشكل أساسي برفع كفاءة شباب الأطباء وهو ما يتم من خلال تنظيم عدد من المسابقات على مستوى أطباء الدول العربية ومنح الفائزين بعثات لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر يتم قضائها فى المراكز الطبية العالمية المتقدمة فى مجال علاج السرطان لنقل تلك الخبرات المتطورة إلى عالمنا العربي.
كما أكد الدكتور محمود عبد السلام أستاذ الأورام في جامعة دالهاوسي بكندا أن أمراض سرطان القولون فيما قبل كانت تصيب الفئة العمرية فوق 50 عاماً وهو ما تغير بانتقال الإصابة إلى الفئات العمرية الأقل بين أعمار الثلاثينات والأربعينات على مستوى العالم ، مشيراً إلى ارتباطه بشكل كبير بمدى انتشار المدنية فى المجتمع واعتماد الأفراد فى المجتمع على الوجبات الجاهزة والسريعة والأكلات الغير صحية وهي المسبب الرئيسي لمشاكل القولون والتي تتضمن ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان القولون فى سن صغير بين الشباب، مؤكداً على ضرورة توعية الرأي العام بأهمية الالتزام بنظام حياة صحي قائم على التركيز على تناول الخضروات والفاكهة بشكل أساسي في غذائه، مع التقليل من تناول اللحوم الحمراء ولا تزيد عن مرتين أسبوعياً مع زيادة الاعتماد على اللحوم البيضاء والموجودة فى الأسماك والطيور، إلى جانب تجنب تناول الوجبات السريعة وما بها من ارتفاع نسب الدهون والسعرات الحرارية والإقلاع عن التدخين مع ضرورة التخلص من السمنة والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة وشرب المياه بكثرة، مضيفاً أن الالتزام بنظام حياة صحي من شأنه خفض نسب الإصابة بالأورام بصفة عامة وبسرطان القولون بصفة خاصة والتي يخفض نسب الإصابة إلى نحو أكثر من 30% مقارنة بالظروف المعيشية المغايرة.
كما تحدث الدكتور محمود عبد السلام فى محاضرة علمية عن عن استخدام العلاج المناعي فى علاج سرطان القولون كخط علاج أول للمصابين بالمرحلة الرابعة من سرطان القولون المنتشر والذى أثبتت الدراسات الحديثة أنه يقع بسبب عطل بعض الجينات عن إصلاح أى خلل فى النظام جينى خلال تكاثرها وهو ما يكون بنسبة من 3إلى 5% سبب فى الإصابة بسرطان القولون وهو ما يلائمهم بشكل كبير العلاج المناعي أكثر من العلاج الإشعاعي.
ومن جانبه أشاد الدكتور مصطفى هاشم أستاذ ورئيس قسم الأشعة التشخيصية بالتجربة المصرية فى القضاء على مرض فيروس "سي" وهو ما كان سبباً كبيراً فى تقليل الإصابة بأورام الكبد الأولية ، مشيراً إلى أن ذلك النوع من الأورام يصيب 10% من المرضى المصابين ب فيروس "سي"، وأوضح الدكتور مصطفى هاشم أن البروتوكول الجديد المطبق فى علاج الإصابة بأورام الكبد الأولية يعتمد على أكثر من تخصص طبي حيث يتم العلاج عن طريق فريق طبي متكامل من أساتذة الأشعة التشخيصية والجهاز الهضمي وأساتذة الأورام، وثبت نجاح الأشعة التشخيصية فى علاج ذلك النوع سواء بالحقن عن طريق القسطرة او التردد الحراري عن طريق الجلد، وهو ما قلل اللجوء إلى التدخل الجراحي بعد ما أمكن استخدام كى الورم وإحراقه دون الحاجة إلى عملية استئصال.
كما أشار الدكتور سمير شحاتة إلى محاضرة الدكتور جمال فتحي استشاري أمراض الدم وزرع النخاع بمعهد ناصر والذي تناول مزايا العلاج الموجه فى علاج أورام الجهاز الليمفاوي والذي يستهدف الخلايا المصابة فقط وما يميزه فاعلية أكبر ونتائج أفضل وسلبيات أقل فى ظل المضاعفات والصعوبات الناجمة من استخدام العلاج الكيماوي والذي لا يستهدف الخلايا المصابة فقط، مشيراً أن العلاج الموجه أصبح يستخدم كخط أول فى العلاج وليس فى حالات الارتداد فقط، مشيراً أن الاستعداد الجيني هو أحد مسببات الإصابة بأورام الدم، منوها أن معظم الأدوية العالمية المستخدمة فى الدول الأجنبية أصبحت متاحة داخل السوق المصرى ويتم صرفها كذلك فى المستشفيات الحكومية.
أما الدكتورة رانيا عفيفى استشاري أمراض الدم والأورام بجامعة حلوان فقدمت محاضرة علمية عن اللوكيميا الليمفاوية المزمنة وطرق العلاج الجديدة لها بعد ما فشلت أساليب العلاج القديمة فى تحقيق النسب المرجوة منها، موضحة أن هناك وسائل جديدة لعلاج ذلك النوع من الأورام والتي قد تكون مصاحبة للعلاج الكيماوي، او باستخدام العلاج الموجه الخالي من الكيماوي وخاصة مع المصابين من كبار السن ممن يصعب عليهم العلاج بالكيماوي، مشيدة بما تخصصه الدولة من دعم مالى من أجل توفير أحدث أدوية علاج أمراض الأورام فى المستشفيات الحكومية وهيئة التأمين الصحي.