خبراء دوليون: الإسلام السياسي لا يزال يشكِّل التهديد الرئيسي في أوروبا
حذر باحثون في ندوة عقدها موقع "عين أوروبية على التطرف" عبر الإنترنت من مخاطر توغل حركات الإسلام السياسي في أوروبا، مؤكدين أن العنف الذي تمارسه تلك الحركات لا يزال يشكِّل التهديد الرئيس والمشكلة السائدة في للقارة العجوز في الوقت الراهن.
وأوضح الباحثون في الندوة التي حملت عنوان "اتجاهات التطرف في 2022"، وهي الندوة الثامنة التي ينظمها الموقع لبحث أوجه التهديد الناجمة عن انتشار الأيديولوجيات المتطرفة، أن تهديدات جماعات الإسلام السياسي لا تنعكس فقط في أعمال التطرف والإرهاب، ولكن قد تتجلى في العديد من الطرق المؤذية الأخرى، بما في ذلك أشكال مختلفة من الضرر المعادي للمجتمعات الأوروبية.
وفي هذا الصدد، يقول واثق واثق، باحث في جمعية هنري جاكسون والذي يعمل في الوقت الحالي على استكمال درجة الدكتوراه في قسم الدراسات الحربية في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إن جماعات الإسلام السياسي تسعى منذ بداية وجودها في أوروبا إلى استغلال المناخ الديمقراطي من أجل الوصول إلى أهدافها وفرض خطاب التطرف ومحاربة القيم الأوروبية الليبرالية المتمثلة في احترام وقبول الآخر.
وأشار إلي أن تلك الجماعات المتطرفة "تستخدم آلية الديمقراطية لتعزيز قضيتها"، فمثلا الاحتجاج، وهو حق محميٌّ في الديمقراطية الأوروبية، يمكن للإسلام السياسي إساءة استخدامه لفرض ايديولوجيته المتطرفة.
وعرّف "واثق" "التطرف المرتبط بالإسلام السياسي" بأنه "عملية يمر بها الأشخاص قبل الانخراط في نشاطٍ متطرف أو إرهابي، ولا تسير في خط مستقيم."
وبين أن هناك تعريفًا رسميًّا للحكومة البريطانية لـ”التطرف” و"الإرهاب" الأول يتمثل في معارضة القيم الأساسية للدولة، والثاني يتمثل في استخدام العنف لتعزيز الأهداف الدينية أو السياسية أو العرقية، سواء في الداخل أو الخارج.
وذكر أن السلطات البريطانية على سبيل المثال أحبطت 31 هجومًا إرهابيا منذ عام 2017، بعضها من اليمين المتطرف، ولكن معظمها يقف ورائها المنتمون إلى جماعات الإسلام السياسي، لافتا إلي أن هناك 43 ألف شخص معروفين لدى أجهزة الاستخبارات في بريطانيا، يشكِّلون تهديدًا محتملًا، وجرى التحقيق مع 23 الف منهم، و3 آلاف منهم قيد المراقبة المستمرة.
وأوضح أنه بجانب التهديدات الداخلية للإسلام السياسي في أوروبا، هناك أيضا تهديدات خارجية تتعلق بالقضايا المتعلقة بنظام اللجوء، والتي تتمثل في حوادث الطعن المتزايدة والهجمات بالأسلحة ذات التكنولوجيا المنخفضة مثل استخدام السكاكين أو المتفجرات محلية الصنع، بدلًا من العمليات الإرهابية الضخمة.
وتوقع الباحثون في الندوة أن تتفاقم هذه التهديدات في المستقبل عندما يبدأ مقاتلو داعش الأجانب في العودة إلى أوروبا، حاملين معهم المعرفة والمهارات التي اكتسبوها هناك التي يمكنهم استخدامها إما لإقناع آخرين بالتطرف أو لتنفيذ هجماتٍ بأنفسهم، محذرين من "استفحال القضية إذا تُركت دون علاج."