الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكري رحيل القديس روبير سذل
تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الإثنين، ذكري رحيل القديس روبير سذل الشهيد.
وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد روبير سذل حوالى العام 1561م في قصر والديه بإقليم نورفولك ، بإنجلترا .
وتابع: ولما كان الملك هنرى الثامن قد أنشق عن الكنيسة وفرض على جميع المدارس أن تعلم العقائد الأنجليكانية التي تقر بسلطته المدنية والروحية ، نال روبير تعليمه الأساسي في القصر ، لأن والديه حرصاً على أن لا يشوب إيمانه البدع المنتشرة في المدارس وحين شب الصبي ، ذهب لهروبير سذل في باريس بالاب توما داربيشير اليسوعي ، وأحس بأن الله يدعوه إلى أمر جليل .
وواصل: فواظب على الصلاة اليومية، وجعل يقوم بأعمال تقوية ، حتى تبين له أن الرب يريده أن يكون يسوعياً . فعجل في طلب دخول الرهبانية، لكن طلبه رفض نظراً إلى حداثة سنه، إذ لم يكمل بعد السادسة عشرة من عمره. ولم يثنه هذا الرفض عن مشروعه ولا حط من عزيمته. فسافر إلى روما ، وأمضى فيها اسبوعاً قضاه في الصلاة والتقشف، ثم قابل رئيس الرهبنة العام ، وتوسل إليه أن يقبله في الرهبنة.
وأضاف: ولما راي الرئيس العام حماسته وغيرته على العمل الرسولي ، سمح له بدخول الإبتداء في دير القديس أندراوس سنة 1578م. شعر روبير في اثناء تكوينه الرهباني ، بأن الله يدعوه إلى رسالة مهمة ببلده إنجلترا ن فطلب من رؤسائه بعد سيامته أن يذهب إلى هناك ، لكنهم عينوه مديراً للإكليريكية الإنجليزية في روما ن نظراً إلى مواهبه الأدبية الفذة، ومعرفته الدقيقة للغة الإنجليزية ، فشغل هذا المنصب ثماني سنوات ، لم ينقطع فيها عن تتبع أخبار الكنيسة الإنجليزية ، والصلاة إلى الله لكى يمن عليه بنعمة الرسالة في ذلك البلد .
وأكمل: واستجاب الله لصلواته ، حين طلب منه الرؤساء أن يذهب مع الأب هنرى غارنت إلى بلاد الإنجليز. في 8 فبراير عام 1586م ابحر مركب المسافرين من إيطاليا وعلى متنه شابان إنجليزيان يرتديان ثياب تجار للخيول .
واستطرد: ولم يكن هذان الاثنان إلا الأبوان سذل وغارنت اللذان سافرا متنكرين لكى لا تمنعهما السلطات الإنجليزية، التى تراقب المرافئ بدقة، عن الدخول .
مضيفا: وبهذه الطريقة عبرا حواجز التفتيش في ميناء فولكستون ، ثم سلك كل واحد منهما طريقاً مختلفاً ليصل إلى لندن ، لكى لا يثيرا الشبهات .
ونوه بأن: إمتد نشاط الأب سذل من الضواحي في لندن حتى أقاليم ميدلاند فكان يزور الفقراء والمتألمين ويرشد أبناء الطبقات العليا في المجتمع ، ويذهب على المرفأ متنكراً بزي سائس للخيول، ويبحث سراً عن الكهنة القادمين إلى البلاد ، على أنهم سياح أجانب، فيؤجرهم العربات والخيول ويسالهم عن الجهة التي بقصدونها ويقترح عليهم زيارة مناطق أخرى هي بالحقيقة مواضع رسالتهم. ويتردد أيضا على السجون ويشدد عزائم المحبوسين لأجل إيمانهم ويمنحهم الأسرار المقدسة.
وواصل: وكتب الأب سذل كتاب اسمه "رسائل التعزية" وكان المسيحيون المضطهدون يقرأونه فيقوى إيمنهم، وينتعش الرجاء في قلوبهم. واستمر الأب سذل في ؤسالته الرعوية والفكرية لم يعرف فيها كللاً ولا مللاً، ولم يتوان عن تلبية نداء المعوزين.