«العالمى للصوفية» يرد على إنكار معجزة الإسراء والمعراج
رد الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، اليوم الأحد، على إنكار البعض لمعجزة الإسراء والمعراج، حيث قال على لسان رئيسه الدكتور علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية: "نرفض وبشدة قيام البعض بإنكار هذه المعجزة التي أسري فيها المولى سبحانه وتعالى برسوله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وتابع أبو العزائم، ردا على واقعة إنكار رحلة الإسراء والمعراج، قائلا: "إن العقل مهما سما تفكيره، وعلت مداركه، لا يستطيع أن يدرك الكثير مما يحيط به من الحقائق الكونية، ولا أن يصل إلى كنهها، ومع ذلك فهى حقائق ثابتة يرى آثارها وينتفع بها ويؤمن بها كامل الإيمان دون أن يعرف ماهيتها أو يدرك حقيقتها.
فيا أيها العقل: إنك تحكم أن الشمس قدر الأرض آلاف المرات، وأنها سابحة فى أفقها من غير عمد تحملها، فهل وصلت إليها حتى تؤمن بها وتحكم عليها؟ وكذلك تؤمن بوجود النور والظلمة وتيار الكهرباء، والتيار اللاسلكى، وترى آثارها التى تدهش وتحير، ثم تقف منها مكتوف اليدين لا تستطيع الحكم عليها، ولا الوصول إلى معرفتها، بل خبِّرنى أيها العقل ما هى حقيقتك أنت؟ وأين موضعك من الجسم؟ هل تقوى على أن تصف نفسك أو تدرك كنهك؟
وأضاف: فالله الذى حيَّرك فيما يراه حسك، وأعجزك عن إدراك نفسك، هو الذى أسرى بحبيبه إليه، وأشهده بدائع آياته، وطاف به سماواته فى أقل من لمح الطرف، وهو سبحانه القادر القوى جلَّ عن أن يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، وإذا كان العقل الإنسانى المجرد قد وصل ما بين أطراف الأرض، وتحكم فى عناصر الوجود، ومحا فروق الزمان وأبعاد المكان فكيف بربك العظيم أيها الإنسان.
وأوضح: لا اعتداد بكلام منكر المعراج، حيث اتفق المسلمون على الإسراء إلى بيت المقدس، لورود الحجة فى القرآن الشريف، وقد وردت حجة المعراج فى القرآن أيضًا، وفى صحيح السنة، فمن خالف ما وضحه الكتاب والسنة فهو ممن لا يُعْتَدُّ بكلامه، فالمعراج لغة: المرقاة أو السلَّم الذى يصعد عليه الإنسان، وهو هنا المرقاة التى تعرج عليها الملائكة والأنبياء وكل مؤمن بالله ورسوله مسلِّم بما ورد، لكننا نطلب المزيد من كشف الحكمة عن غامض تلك الحقيقة حتى يكون مزيدًا من العلم لنا، وقوة فى إيماننا، وتأييدًا لقوة الحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكشفًا لبعض ما تفضَّل الله به عليه من المقامات العلية والمنازلات الربانية، حتى يكون المؤمن كامل الإيمان وكيف ينكر المسلم خبرًا صحَّ لديه أنه متصل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.