باحث: الانفصاليون ورقة روسيا فى الميدان الأوكرانى
قال الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد منصور، إنه يمكن اعتبار التصاعد البطىء مؤخرا في حدة الموقف الميداني على خط المواجهة بين القوات الانفصالية في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، الممتد منذ عام 2014، وبشكل محدد القوات المتواجدة في جمهورية لوهانسك المعلنة من جانب واحد، وبين القوات الأوكرانية، بمثابة محصلة طبيعية للمعادلة الصفرية التي أنتجتها الحشود العسكرية الروسية، والتعزيزات التي تدفقت من حلف الناتو على دول البلطيق والبحر الأسود.
وتابع منصور، فى تصريحات لـ"الدستور": على حافة الهاوية العسكرية، سيكون من المنطقي أن تلجأ موسكو لورقتها الرابحة في الميدان الأوكراني، وهي قوات دونباس الانفصالية، التي تصاعد مستوى تسليحها خلال السنوات الأخيرة، ليشمل منظومات ذاتية الحركة للدفاع الجوي، بجانب العربات المدرعة والدبابات ومدافع الميدان، وهي ورقة تعتبر من أسباب عدم ترجيح قيام موسكو باجتياح أوكرانيا بشكل كامل، حيث إنها توفر لموسكو هامشا للمناورة تستطيع من خلاله الرد ميدانياً على رفض الغرب التعاطي معها فيما يتعلق بالضمانات الأمنية التي طلبتها أواخر العام الماضي.
وتابع منصور: "يضاف إلى ذلك أن تفعيل هذه الورقة يعد ردا روسيا أوليا على هذا النهج من جانب الغرب، ووسيلة لإرهاق القوات الأوكرانية التي ستجد نفسها في حالة تصاعدت حدة التوتر في هذا النطاق بشكل أكبر، منخرطة في معارك استنزافية يومية، ستعطي لموسكو أفضلية تكتيكية واستراتيجية لا تمتلكها كييف حاليا، رغم تعزيز حلف الناتو المقاتلات العاملة ضمن مهام الشرطة الجوية في دول البلطيق والبحر الأسود، وتدفق أعداد من جنود الحلف على دول مثل بولندا ورومانيا.
ولفت منصور إلى أنه على الجانب الآخر، لا يمكن أن نعتبر ما حدث أمس وصباح اليوم في لوهانسك على أنه بداية تصعيد واسع النطاق، فقد شهد كامل الخط الفاصل بين دونباس وأوكرانيا، على مدار السنوات الأخيرة، العديد من خروقات وقف إطلاق النار، هذا بجانب حقيقة أن ما حدث ميدانياً حتى الآن لا يعدو كونه قصفا مدفعيا متبادلا، قصفت خلاله كييف مناطق "ستانيتسيا" و"زيليونيا روشا" و"مولوتشني" و"فسيلينكويه" في لوهانسك، وردت القوات الانفصالية بقصف أربع مناطق مناظرة في الجانب الأوكراني.
واختتم منصور تصريحاته قائلا: «لكن رغم هذا، يمكن بالنظر إلى إعلان موسكو عن بدء تدريبات عسكرية غداً لقوات الصواريخ الاستراتيجية، استمرار التوتر الحالي بين موسكو والغرب، بشكل قد يدفع الأولى من أجل زيادة الضغط على الثانية، أن تطلق العنان للقوات الانفصالية في دونباس، لبدء تصعيد واسع النطاق ضد القوات الأوكرانية، وهذا كله من أجل تعزيز بعض المكاسب الروسية التي نتجت عن حشودها العسكرية الضخمة، وعلى رأسها حالة الانقسام والتردد التي شابت المعسكر الغربي، حيال حقيقة النوايا الروسية».