خبير يتوقع زيادة التصعيد الميداني بين الانفصاليين والقوات الأوكرانية
قال محمد حسن الباحث فى السياسات الدفاعية، إن سيناريو "دعم النشاطات الانفصالية" في حوض دونباس يتحقق أمامنا تدريجياً.
وقال حسن فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، اليوم الجمعة، أنه حدثت اشتباكات بين القوات الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوهانسك مع القوات الحكومية الاوكرانية في أكثر من 29 نقطة وإحداثي على خط التماس منذ الأمس، وغطت هذه النقاط التي حصل بها اشتباكات متبادلة بالمدفعية وقذائف الهاون مناطق دونيتسك ولوهانسك وتورتسك؛ وهو الاشتباك الأعنف منذ شهور بين القوات الانفصالية الموالية لروسيا والقوات الحكومية الاوكرانية.
وأضاف حسن أن الطرفان تبادلا الاتهامات بشأن وقائع هذه التراشق المدفع، أما حلف الناتو فقد اتهم روسيا باختلاق ذرائع لغزو أوكرانيا.
وعلى قدر تبادل الاتهامات بين أطراف النزاع، قال حسن إن سيناريو دعم النشاطات الانفصالية في شرق أوكرانيا، يمكن فهمه في سياق المناورات السياسية التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا، فالأخيرة سملت واشنطن ردها على المقترحات الأمنية الأمريكية، حيث طالبت روسيا بسحب جميع القوات الامريكية من مناطق شرق ووسط أوروبا، في سابقة هي الأولى من نوعها ضمن سياقات التفاهمات الامريكية الروسية خلال العقدين الماضيين، إذ تعد طلبات وضمانات موسكو الأمنية أمراً مبالغ فيه بالنظر إلى طبيعة الضمانات الأمنية السابقة، وتتخطى حاجز الأزمة الأوكرانية الجارية، ما استدعى رفضاً امريكياً صريحاً.
وأكد حسن أن الأزمة الأوكرانية تشهد تصعيداً من الأسفل إلى الأعلى كلما تأزمت التفاهمات الأمريكية الغربية والروسية، بمعنى أدق، يمكننا اعتبار مستوى التصعيد الميداني في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين والقوات الحكومية الأوكرانية مؤشراً على استمرار حالة التوترات الأمنية والتحشيدات العسكرية قبالة أوكرانيا وأقاليهما الانفصالية وقد تتطور هذه الاشتباكات المدفعية إلى مستوى أعلى إذا ما انسدت القنوات الدبلوماسية.
وتابع حسن "حتى اللحظة الراهنة لم تتراجع أطراف الأزمة الأوكرانية عن مواقفها بالرغم من حركة الارتال العسكرية الروسية إلى قواعدها القريبة من الحدود في بادرة اعتبرها الكثير من المراقبين كونها مؤشراً على هدوء الأوضاع وبداية انفراجة في التفاهمات البينية الامريكية والغربية مع الروسية، إلا أن حركة الارتال العسكرية الاخيرة لم تعد انسحاباً او عودة دائمة لقواعدها بقدر ما هي إلا تموضع جديد للقوات واختبار آخر للقدرات التعبوية الاستراتيجية والتكتيكية لأطراف النزاع، فالولايات المتحدة مازالت تقوم بتسيير قاذفاتها الاستراتيجية B-52في الجزء الغربي من القارة الأوروبية، علاوة على وصول دفعات جديدة من القوات الامريكية المحمولة جوا وخاصة قوات الفرقة 82، إلى بولندا ليصل عدد القوات الأمريكية المتمركزة هناك إلى قرابة 4700 جندي.
وأوضح أن هذا يأتي هذا بالتزامن مع بدء مناورات روسية في البحر الأسود وشرق المتوسط، واستمرار وصول تعزيزات عسكرية للقوات المدرعة والمدفعية الصاروخية إلى مدن روسية تبعد حوالي 30 كم عن الحدود الاوكرانية، كمدينة بريانسك وبيلغرود، حيث شوهدت فيهما دبابات التي 72 و التي 90، ونقاط تحشيد لتشكيلات ميكانيكية وعدد من أنظمة المدفعية الصاروخية "أورغان".
واختتم حسن تصريحاته قائلا " أننا بصدد مشاهدة حركة تعبوية مستمرة للقوات من أطراف النزاع، هذه الحركة تدفع بصورة أو بأخري إلى تصدير دينامية "دعم النشاطات الانفصالية في شرق أوكرانيا"، حال انسدت القنوات الدبلوماسية والتفاهمات السياسية".
وكان وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، اتهم الانفصاليين المدعومين من روسيا باستخدام دبابة لإحداث قصف مدفعي شرقي أوكرانيا.
وأوضح كوليبا، في تصريحات صحفية نقلتها قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن السلطات الأوكرانية أحصت حتى ساعات قليلة 42 حادثة إطلاق نار في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية الأوكراني أن "الانفصاليين أطلقوا النار على الأراضي الأوكرانية بالمدفعية الثقيلة التي تحظرها اتفاقية مينسك"، مشيراً إلى استخدام دبابة في عمليات القصف.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني روسيا أيضاً بنشر معلومات مضللة لإلقاء اللوم على أوكرانيا في الحادث.