«الدوري المصري».. كتاب لمؤمن المحمدي يروي تاريخ كرة القدم في مصر
كتب كرة القدم تعد أحد ابرز الوسائط في استقطاب شرائح مختلفة ، وذات اهتمامات بعيدة عن فعل ممارسة القراءة ، وهي ما يمكن ان ندعوه بالكتابة الموجهة لتلك الشريحة والتي تهدف لاستقطاب الجماهير العريضة لكرة القدم في أنحاء عالمنا، و نتيجة ذلك الغرام غير المسبوق للساحرة المستديرة فإن أغلب ما ينتج من كتب عنها وعن أبطالها ونجومها فهي دوما الأكثر انتشارا والأكثر مبيعا والأكثر مقروئية.
و يأتي اسم الكاتب "مؤمن المحمدي كواحد من اشهر وابرز الكتاب الذين اتجهوا للتاريخ لكرة القدم المصري، وبصفة خاصة اتجه للكتابة عن الأهلي باعتباره ناديه المفضل، و ضفر الكاتب كرة القدم و من حولها الأدب و التاريخ و السياسة و الدين في وجبة شديدة الدسامة.
و يأتي كتاب “الدوري المصري” للكاتب والشاعر مؤمن المحمدي ، والصادر عن الهيئة العامة للكتاب والبالغ 293 صفحة من القطع المتوسط، ليسرد فيه تفاصيل وتاريخ بداية الدوري المصري.
و يشير مؤمن المحمدي إلى أن الكرة في مصر عرفت عبر الاحتلال الإنجليزي 1882 ، وكان محمد أفندي ناشد الموظف بإدارة الورش الإنجليزية، قد كون أول فريق كرة قدم مصري.
ولفت إلى ان عام 1895 وقبل تأسيس ما يعرف بمجلس الاتحاد الدولي ، لعبت أول مباراة يخوضها فريق مصري وكانت ضد منتخب من القوات البريطانية في مصر، وكسب الفريق المصري 2/ صف،و سجل الهدف الأول محمد أفندي ناشد، والثاني أحمد أفندي رفعت.
و أشار "المحمدي" إلى أنه على مدار 5 سنوات من بعد مباراة مصر مع منتخب القوات البريطانية ، بدأت الكرة تنتشر في ربوع مصر، وبطبيعة الحال كانت تسير الأمور بشكل غير منتظم، بشكل شعبي وعفوي وتقليدي، فقد كان من الصعب أن يكون هناك لاعبا يرتدى زي رياضي كامل ، وكان" التشيرت والكوتشي" والشورت مجرد خيال، وكان مسموح بالجلاليب وكان شرط انها تربط فيعلى وسط اللاعب.
و لفت المؤلف إلى ان بدايات القرن العشرين شهدت الكورة في مصر نقلة نوعية وهي أن تلعب بشكل نظامي أو تحت حماية نفوذ اجتماعي، ومن ثم ظهرت مظلة الأندية وصحيح أنها بدأت في مصر عبر اندية أجنبية فقط، وأقدم تلك الأندية هو نادي بور فؤاد والذي أنشيء عام 1902 وكان اسمه نادي "سكارابيه "، وحمل هذا الاسم على مدار 27 سنة حتى تأسيس مدينة بور فؤاد ليصبح من بعد نادي بورفؤاد ، وكان لليونانيين فقط .
ويذهب "المحمدي" إلى اعتبار أن من يأتي بعد ذلك نادي السكة الحديد وهو أقدم الأندية في مصر والشرق الأوسط ، تأسس عام 1903، وأنشئ تحت اسم نادي الهوكي ببولاق، وكان قد أنشئ للمهندسين الأجانب الذي يعملون بالسكة الحديد، ولم يكن مسموح للمصريين بارتياده .
ومن ثم جاء عام 1905 ليأتي تأسيس نادي الأوليمبي والذي أسسه على مخلص الباجوري ، وجاء اسمه الأول "النجمة الحمراء" ، حتى عام 1915 ليبقى باسم نادي موظفي الحكومة، حتى عام 1924 بقى باسم النادي الأوليمبي وكان غير متاح للمصريين ، وأشار إلى أن أول نادي لم يتغير اسمه وكان متاحا للمصريين هو النادي الأهلي والذي تم تأسيسه عام 1907.
والكتاب يوثق عبر صفحاته دور أحمد باشا حشمت ناظر المعارف المصرية، واهتمامه بالرياضة وكرة القدم تحديدا ، إلى جانب أنه كان يرأس الجمعية العمومية للنادي الأهلي.