برلمانيون عن مشاركة السيسي في «القمة الإفريقية الأوروبية»: تعزيز لدور مصر المحوري
رحب برلمانيون بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية الأوروبية التى ستنعقد تحت عنوان "إفريقيا وأوروبا.. قارتان برؤية مشتركة حتى 2030"، على مدار اليوم 17 وغدا 18 فبراير الجاري بمقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأكد البرلمانيون أن هذه المشاركة تعكس دور مصر المحوري في تدعيم العمل الإفريقي الدولى ، كما أنها ستدعم تحقيق التنمية الإقتصادية بالقارة في ضوء التعاون الافريقي الأوربي المشترك لمواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا.
وأكدت النائبة شادية خضير الجمل، عضو مجلس النواب، أهمية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، والتى تعكس إصرار الرئيس على تدعيم تواجدنا في القارة وريادة مصر في إدارة ملفات القارة وهو واجب وطني على مصر باعتبارها أحد أهم الدول المحورية الفاعلة الإفريقية، مشيرًة إلى أن المشاركة في حد ذاتها تعكس كذلك التقدير الإفريقي والأوروبي لما تقوم به مصر من مجهودات لتدعيم العمل الإفريقي المشترك.
وأشارت الجمل في تصريحات لـ"الدستور" إلى أن القارة تتضمن عدة محاور منها تداعيات وآثار جائحة كورونا في ظل أن دول القارة أكثر تضررًا من تفشي الفيروس خاصة على الجانب الاقتصادي، ومن المهم البحث عن سبل لتدعيم الدول الإفريقية لتخطى آثار الجائحة، كما أن مصر كانت من أوائل الدول التى قدمت مساعدات لدول القارة رغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد.
وشددت عضو مجلس النوابن على أنه من المهم أن تبحث الدول الإفريقية والأوروبية سبل التعاون في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية وتفعيل شراكات تهدف لصالح القارتين، وتعزيز سبل التعاون في ملف التطور التكنولوجي والتحول الرقمي بما يوفر بيئة جاذبة للاستثمارات بما ينعكس بالإيجاب وتحقيق النمو الاقتصادي لدول القارتين، مع الأخذ في الاعتبار الاهتمام بملف التغير المناخي وسبل مواجهة آثاره السلبية.
من جهته، قال المهندس عبد الباسط الشرقاوى، عضو مجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة "الأفريقية - الأوروبية" والتي تعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، ستنعكس بشكل إيجابي على دول القارة السمراء، والتي تحظي بفرص استثمارية واعدة.
وأضاف الشرقاوي أن القمة تعد فرصة سانحة لتوحيد الجهود و وجهات النظر حول العديد من القضايا والتحديات الإقليمية المشتركة، خاصة وأن القاهرة من أكبر الدول التي تتبني وتهتم بعملية التنمية في إفريقيا، ولا تبخل في تقديم الدعم للدول الإفريقية.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يحرص في مثل هذه المناسبات على تسليط الضوء على مختلف القضايا التى تهم الدول الإفريقية، فيما يتعلق بتعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد النائب البرلماني أن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس السيسي سواء مع رجال الأعمال المشاركون في القمة أو زعماء وقادة الدول ستساهم بشكل كبير في زيادة حجم التعاون والتبادل التجاري بين القارتين "الأفريقية والأوروبية"، كما أنها ستفتح مجالات جديدة للسوق الافريقي في أوروبا.
فيما رأت النائبة مرثا محروس عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لحزب حماة الوطن، ووكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي للقمة الإفريقية الأوروبية في بلجيكا بمثابة إعادة هيكلة لرؤية مصر في آليات التطوير علي المستوي الدولي، مشددًة على أنه من المهم أن يتم إيجاد أرضية مشتركة لتلاقي قارتين وتوحيد رؤيتهم الاستراتيجية التنموية.
وأكدت وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أن العالم تأثر بجائجة كورونا ولذلك لابد من وضع أسس مبدأية لمواجهة التحديات الناتجة عنها، مؤكدًة أن مشاركة مصر في القمة تدعم وجودها الريادي علي القارة وتحافظ على مكانتها علي رأس أفريقيا وأشارت محروس إلى مدى تمكن الدولة من فتح ملفات تمس مستقبل القارة الإفريقية وإتاحة مجال للمناقشة في الحفاظ علي الاستقرار العام للمنطقة، وكذلك طرح ملف التغيير المناخي خاصة وأن مصر حظت بإطلاق الدورة الـ٢٧ من قمة الأمم المتحدة حول تغيير المناخ لعام ٢٠٢٢ وبالتأكيد هذا ينعكس بالايجاب علي الاقتصاد المصري والاستثمارات.
ولفتت إلى أن التطور التكنولوجي الملحوظ الذى تشهده وإدخاله على المشاريع الجديدة ستعزز من وضع مصر الدولي، مشيرة إلي أن مصر لا تتوقف عن المباحثات في الشئون الإفريقية.
ويتضمن برنامج زيارة السيسي إلى بلجيكا عقد مباحثات قمة مع كل من الملك فيليب ليوبولد، ملك بلجيكا، وألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين فضلاً عن التشاور والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة في الشئون الإفريقية والمنسق العام لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية، إن القمة الإفريقية الأوروبية والتى تعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل تعكس أهمية القارة الإفريقية التي تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية الواعدة؛ لذا جذبت هذه القمة اهتمام عشرات الدول للمشاركة بها والاهتمام للاستثمار فيها.
وأضاف توفيق في تصريحات صحفية لها أمس الأربعاء، أنه بشكل أساسي على الجوانب الاقتصادية والتجارية بين القارتين “الإفريقية والأوروبية”، والمختلف في هذه القمة أنه مع التحولات الحادثة في إفريقيا فإن أوروبا باتت تعلم أن تحقيق المصلحة المشتركة أمر أساسي، وأن استفادة طرف على حساب أخر لم يعد أمرا مقبولاً.
ولفتت الباحثة في الشئون الإفريقية، إلى أنه ومن النقاط الهامة أيضًا والتي أثارها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا في معرض مصر الدولي للبترول (إيجبس) ضرورة إعطاء الدول الإفريقية فرصتها في التنمية، وأن تلتزم الدول المتقدمة بتعهداتها تجاه إفريقيا، خصوصا وأن هذه الدول استغلت موارد إفريقيا لفترة طويلة.
وأضافت الدكتورة نرمين توفيق، أن كل هذا يوضح أهمية القمة، التي لن تقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية وإنما ستتناول أيضا ملفات اجتماعية وسياسية لدعم الاستقرار والأمن في القارة، وتأتي أيضا بعد فترة عانى منها العالم كله من آثار فيروس كورونا ولا زال يعاني، وستتناول القمة أيضا انعكاسات كورونا وكيفية التخلص من آثارها.
ويجتمع قادة وكبار مسؤولي حكومات أكثر مِن 50 دولة أعضاء في الاتحادين الأوروبي والإفريقي، يومي 17 و18 فبراير الجاري، في قمّة أوروبية إفريقية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمار إفريقية أوروبية طموحة وبحث التحديات العالمية الراهنة.
وتعقد القمة الإفريقية-الأوروبية السادسة هذا العام تحت عنوان: "إفريقيا وأوروبا.. قارتان برؤيةٍ مشتركةٍ حتى 2030"، حيث عقدت أُولى دوراتها في القاهرة عام 2000، والتي شهدت تأسيس آليات المُشاركة بين الجانبين من خلال "خطة عمل القاهرة".