كنوز الأرض.. المحميات الطبيعية تجذب سائحي المغامرات إلى مصر
في إطار جهود وزارة البيئة لحماية الموارد الطبيعية والترويج للمقاصد السياحية البيئية، وبالتعاون الوثيق مع البنك الأهلي المصري كراعي استراتيجي لحملة "إيكو إيجيبت" التى تعد أول حملة ترويجية للسياحة البيئية في مصر، تم إطلاق حملة ترويجية لمحميات جنوب سيناء، تستهدف الترويج للمحميات الطبيعية والمساعدة على ايجاد منتج سياحي بيئي جديد.
تعد المحميات الطبيعية ومن ضمنها محمية الغابة المتحجرة، من أهم المجالات السياحية البيئية بالبلاد، بالإضافة لما تحتويه من مجتمعات محلية تعبر عن أصل وتاريخ المحمية، وأهم المقاصد والأنشطة السياحية البيئية لمحميات جنوب سيناء.
وضع معايير صارمة لراغبي الاستثمار داخل المحمية
قال عمرو صدقي، خبير سياحي، إن منظمة السياحة العالمية وكل دول العالم تتجه إلى سياحة الاستدامة، التي يقصد بها الحفاظ على المقدورات الطبيعية للأجيال القادمة، من خلال الحفاظ على المحميات الطبيعية التي تستقطب اعداد مأهولة من السياح.
ولفت "صدقي" إلى أن كافة دول العالم تشهد معدلات مرتفعة من التلوث نتيجة تغير المناخ وانتشار الأوبئة، ولكن تبقى مناطق المحميات الطبيعية محتفظة برونقها وبيئتها الطبيعية الخاصة بها، مضيفًا أن هناك نمط آخر يدعى السياحة البيئية، تستقطب أعداد كبيرة من الأشخاص المحبين للطبيعة، ولكن هناك اشتراطات وفنادق خاصة بها، وشركات متخصصة تتولي مسؤوليتها.
وتابع: "لا ينبغي أن يتم أي نوع من التطوير في المحميات الطبيعية، حيث لا تحتاج إلى تدخل بشري، وإنما يجب تركها للطبيعة، ولابد من وضع معايير صارمة لمن يرغب في الاستثمار داخل المحمية"، مشيرًا إلى الفنادق البيئية التي تستخدم كافة خاماتها من البيئة المحيطة، ولا تعتمد على التكنولوجيا، بل تعتمد بشكل أساسي على الموارد الطبيعية، فيتم الاستغناء عن المكيفات الهوائية والاعتماد على الهواء الطبيعي و الإضاءة الطبيعية والشموع وليس المصابيح الكهربائية، ويراعى ذلك عند تصميم الفنادق.
وأكد الخبير السياحي: "إذا شهدت المحميات الطبيعية تدخلات وتطويرات مستحدثه، يعتبر ذلك تعديًا واضحًا على قوانين حماية المحميات"، مشيرًا إلى أن الدول تضع قوانين لحماية تلك المحميات بجميع أنواعها سواء البرية أو أعشاب أو مياه وغيرها، لافتًا إلى أنه كلما تم المحافظة على المحميات الطبيعية كلما أثر ذلك على زيادة السياحة.
المحميات الطبيعية في مصر
ويبلغ إجمالي عدد المحميات الطبيعية في مصر نحو 31 محمية، من يزاول منها النشاط فعليًا 13 محمية فقط، وتتوزع المحميات الـ13 بين 8 محافظات هي، محافظة القاهرة والتي يوجد بها محميتين، ومحافظة كفر الشيخ ويوجد بها محمية واحدة فقط، بالإضافة إلى محافظة الجيزة ويوجد بها محمية واحدة، ومحافظة الفيوم والتى يوجد بها محميتان طبيعيتان.
أما باقي المحافظات الثمانية التي يوجد بها محميات طبيعية، تتمثل في، محافظة بنى سويف ويوجد بها محمية واحدة فقط، ومحافظة البحرالأحمر ويوجد بها محمية واحدة أيضًا، ومحمية أخرى بمحافظة الوادى الجديد، هذا بخلاف 4 محميات فى محافظة جنوب سيناء، وهى المحافظة الأكثر من حيث تواجد المحميات الطبيعية بها، مقارنة بالمحافظات الأخرى المذكورة.
ويبلغ متوسط عدد الزائرين فى العام الواحد نحو 800 ألف زائر، ووصل العدد لـ802 ألف عام 2016، وجاءت المحميات الطبيعية التىشهدت أكثر عدد من الزيارات هى محميات جنوب سيناء، حيث زارها نحو 382 ألف زائر من جملة الزائرين للمحميات على مستوىالجمهورية فى عام 2016، تلاها محميات محافظة الفيوم، وقد زارها 341 ألف زائر.
تطوير المحمية من الخارج فقط
وأكد مجدي سليم، خبير سياحي، دور المحميات الطبيعية في تنشيط حركة السياحة من خلال تمتعها بالمناظر الخلابة التي تثير اهتمام السياح خاصة الراغبين في اكتشاف الطبيعة وسياحة المغامرات، لافتًا إلى أن سياحة المحميات تعتبر السياحة الأهم التي يبحث عنها السياح.
وأضاف "سليم": "يوجد في مصر قرابة ٣٠ محمية طبيعة، سواء داخل البحر أو خارجه، ويتمتعوا بشأن كبير في جلب السياح على رأسهم محمية رأس محمد، كما يحظوا بأهمية كبرى على مستوى العالم، وبعضهما يصنف من أفضل المحميات عالميًا، رغم ذلك ليس كل المحميات الموجودة في مصر يتم استغلالها، فبعضها مغلقًا، نتيجة لعدم توافر شبكة مواصلات تنقل السياح إليها".
وعن تطوير المحميات، أوضح الخبير السياحي: "تنحصر أعمال التطوير في بنية الخدمات خارج المحمية وليس داخلها كتمهيد الطرق التي تصل السياح إليها، ولا يتم عمل أي تطويرات بشرية داخل المحمية لكونها متروكة للطبيعة وذلك وفقًا لقوانين حماية المحميات".