«يوم الأبوة».. كيف رأى الآباء قرار مجلس الشيوخ الجديد؟
من المعتاد أن تهتم الدولة وقوانينها بالمرأة العاملة لكونها زوجة وأمًا، وتوفر لها كل سبل الراحة التامة، ولكن بدأت مصر مؤخرًا إلقاء الضوء أيضًا على الدور الذي يقوم به الآباء من أجل سن قوانين أو إجراءات هدفها تسهيل المعيشة والحياة الزوجية عليهم.
وبالفعل فقد أصبحت هناك مقترحات كثيرة لإعطاء الأب العامل إجازات محددة تسهل عليه الاستمرار في وظيفته وفي الوقت نفسه متابعة حياته الزوجية ودوره كأب بالرغم من المطالبات بزيادة تلك التسهيلات.
واتساقًا مع ذلك، وقد وافق مجلس الشيوخ على منح إجازة أبوة للعامل عندما يرزق بطفل مدتها تكون يومًا واحدًا، جاء ذلك أثناء مناقشة إعادة المداولة على المادة 50 من مشروع قانون العمل، والتي أصبح نصها الآتي: للعاملة الحق في الحصول على إجازة وضع لمدة أربعة أشهر تشمل المدة التي تسبق الوضع والتي تليه على ألا تقل مدة هذه الإجازة بعد الوضع عن خمسة وأربعين يومًا، بشرط أن تقدم شهادة طبية مبينًا بها التاريخ الذي يرجح حصول الوضع فيه، وتكون هذه الإجازة مدفوعة الأجر، وفي جميع الأحوال لا تستحق العاملة هذه الإجازة لأكثر من ثلاث مرات طوال مدة خدمتها.
ويخصم من الأجر الذي يلتزم به صاحب العمل، ما يلتزم بأدائه نظام التأمين الاجتماعي من تعويض عن الأجر وفقًا لحكم المادة رقم (77) من قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات.
وتخفض ساعات العمل اليومية للمرأة الحامل ساعة على الأقل اعتبارًا من الشهر السادس للحمل، ولا يجوز تشغيلها ساعات عمل إضافية طوال مدة الحمل وحتى نهاية ستة أشهر من تاريخ الوضع، كما يمنح العامل الذي يرزق بطفل إجازة أبوة يومًا واحدًا أو يوم الولادة وفقًا للوارد بشهاد ميلاد الطفل.
فكيف رأى الآباء ذلك القانون لكونه خطوة أولى في الاهتمام بهم، الدستور استطلع آراء عدد منهم.
أحمد مجدي، أب لطفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، قال: "من زمان والآباء مهدور حقهم في القوانين والتسهيلات، بالتأكيد هما مش زي الأم العاملة في وجود أطفال والحمل والرضاعة وخلافه ولكن بنحتاج تسهيلات بنسبة معينة تتوافق مع دورنا".
وأضاف: "اليوم الإجازة اللي أقرته الدولة ربما يكون بداية موفقة لقرارات تانية تصب في صالح التسهيل على الأب العامل خاصة لو كان أرمل أو مطلق لأنهم بيعانوا من عدم وجود من يرعى الأبناء من بعد الانفصال أو وفاة الأم".
واتفق معه عمرو راشد، أب لفتاة تبلغ من العمر عامين وشقيقها الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام، والذي رأى أن رعاية الأبناء لا تقتصر على الأم فقط، ولكن لا بد من أن يكون هناك دور ومشاركة من قبل الآباء وذلك الأمر يتطلب تسهيلات من مكاتب العمل.
وقال: "مش كل الرجالة دورها بيقف على صرف الفلوس فقط في عملية الولادة لكن فيه أزواج بيراعوا الأبناء مع الأم حتى لو مش بالقدر والدور نفسه، لأن الأم تستحق تسهيلات أكبر ولكن بيكون ليهم دور في الرعاية".
واختتم: "نتمنى أن يكون ذلك القرار بداية لقرارات أخرى تؤخذ من أجل الأب العامل، لأنها في الأول والآخر تصب في مصلحة المرأة العاملة ومساندتها في رعاية الأبناء".