الكاتبة الكندية شيلا هيتي: كتب النساء تعامل بشكل مختلف عن الرجال
تحظى الكاتبة الكندية شيلا هيتي بشهرة واسعة في الأوساط الأدبية، بعد أن نشرت عددًا من المؤلفات البارزة على رأسها روايتها المثيرة للجدل “أمومة” 2018، ومن قبلها كتاب “كيف يجب أن يكون الشخص؟” 2010، وأخيرًا صدرت لها رواية بعنوان “لون نقي” الذي سلّطت فيه الضوء على وفاة والدها وتأثيره عليها.
أجرت صحيفة “الجادريان” البريطانية حوارًا مع الكاتبة حول عملها الأحدث، والبُعد الذاتي الذي يهيمن على أجواء معظم كتاباتها.
رواية لون نقي
في أواخر عام 2018، بعد حوالي عام من بدء كتابة روايتها الجديدة “لون نقي” توفي والد الكاتبة، تقول: لقد كان مريضًا، لكن وفاته كانت صدمة. التغيير الأكثر عمقًا الذي مررت به في مرحلة البلوغ؛ وفاة أحد الوالدين. الأم والأب مرتبطان بماهية الحياة، وأنت تعلم طوال الوقت أنهما ليسا السماء والأرض، إنهما بشر. لكن بينما يدرك عقلك ذلك، ربما لا يعرفه جسمك. وتضيف أنه نتيجة للصدمة، فإن القصة في كتابها ظهرت فجأة.
تميل رواية “لون نقي” إلى الحزن والسخرية، إذ يشرح الراوي أننا جميعًا نعيش في المسودة الأولى للوجود، وتتعجب بطلة الرواية ميرا من الكيفية التي كان الوقت يمر بها منذ ميلادها وقبل وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وما تصفه بثورة الصداقة التي جعلت البقاء على تواصل أولوية أساسية.
ولكن بعد ذلك، فجأة، مات والد ميرا، وأصبحت القصة شيئًا لم تكن هيتي تتوقعه. تقول: “لم أكن أعتقد أن تجربة وفاة والدي ستكون جزءًا من الكتاب، ولكن بعد ذلك فكرت أن ما بعد وفاته هي المسودة الثانية للوجود. فبعد وفاة أحد الوالدين، يبدو وكأن العالم قد انتهى”.
تقول المُحاوِرة: لا يُحب أي كاتب أن يقال له إن روايته تذكرنا برواية شخص آخر، لذلك أخبرتها ببعض التردد أن روايتها "لون نقي" أحيانًا تدفعني للتفكير في رواية “لا أحد يتحدث عن هذا” للكاتبة الأمريكية باتريشا لوكوود، والتي أُدرجت في القائمة المختصرة لجائزة البوكر العام الماضي، وتجمع أيضًا بين الحزن والملاحظات الطريفة حول كيفية تغيير التكنولوجيا للعالم.
علّقت الكاتبة على ما ذكرته المحاوِرة بقولها: “نعم، أنا وباتريشيا أصدقاء، وقبل بضع سنوات كنا نخبر بعضنا البعض عن كتبنا، هذه الكتب تشترك في الكثير”.
الوعي الذاتي
نشأت الكاتبة في تورنتو، ابنة لمهاجرين يهود مجريين، وأحبّت أعمالًا لكتاب مثل هنري ميللر وإدموند وايت وماركيز دي ساد الذين منحوها إحساسًا بالرواية باعتبارها وسيطًا بدون قالب، يمكنها فعل أي شيء تريده به.
في كتابها الأكثر باطنية وحميمية “أمومة”، تتجول امرأة في أواخر الثلاثينيات، وتسمى أيضًا شيلا في تورنتو، وتتحدث مع صديقاتها وصديقها مايلز، وتحاول معرفة ما إذا كانت تريد إنجاب طفل. وصف العديد من النقاد الرواية بأنها قصة ذاتية.
اعتادت هيتي على التذمر من التوصيف، لكنها تقبله الآن قائلة: “إنه مصطلح مفيد لأنه يساعد في توقعات الناس للكتاب. أنا فقط أسميه خيال. بالرغم من ذلك، كل الكتاب يستخدمون حياتهم”.
إن استخدامها المتكرر للسيرة الذاتية يعني أن مؤلفات هيتي تنير بعضها البعض؛ في “أمومة” تكتب أن انتقاد والدتها لها عندما كانت طفلة جعلها “يائسة للعيش كشخص بعيد عن النقد”، ما يلقي ضوءًا جديدًا على عنوان روايتها الأولى “كيف يجب أن يكون الشخص”. فيما تركز رواية “أمومة” بشكل أساسي على علاقتها المعقدة مع والدتها، بينما والدها، مقدم الرعاية المرحة، لا يُلمح إلا في الظل. الآن، في رواية “لون نقي” تجلبه إلى النور.
على عكس الكتابين السابقين، فإن رواية “لون نقي” مكتوبة بضمير المخاطب، وهي لا تطرح سؤالاً محوريًا، الراوية متأكدة تمامًا مما تتحدث عنه، وتخبر القارئ منذ البداية لماذا يتصرف الناس كما هم، ولماذا العالم كما هو، هذا انعكاس جزئي لهيتي نفسها. تقول: “نعم، أشعر بمزيد من الثقة في نفسي الآن، وأيضًا لأن هذه رواية عن منتصف العمر، تلك النقطة في الحياة عندما تقام الحفلة خلف باب مغلق، كما يقول الكتاب، وعندما لا يكون هناك الكثير من الأسئلة التي يجب طرحها، فقط أشياء يجب التعامل معها”.
كتابات النساء
بسؤالها إن ما كانت تعتقد بأن كتابات النساء لا تزال تعامل بشكل مختلف عن مؤلفات الرجال، تقول هيتي:
"تماما. لقد كانت مثيرة للاهتمام حقا قراءة المراجعات لرواية "fuccboi" ومقارنتها بالمراجعات التي كتبت عن روايتي "أمومة". لقد مدحه النقاد لأنه يثير الشك، ويعرف ما يفعل، ويقدم خيارات واعية. ولم يقل أحد الشخصية في العمل هو المؤلف، ولكن مع "أمومة" كان النقاد ينتقدون الشخصية في الرواية كأنها شخص حقيقي مما فاجأني".