الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى رحيل الطوباوي فينتشنزو

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الإنثين، ذكرىلا رحيل الطوباوي فينتشنزو فيلار ديفيد الشهيد.
وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا:ولد فينتشنزو فيلار ديفيد في ٢٨ يونيو عام 1889م  ،فى مانيسيس ، بإسبانيا. وهو الأصغر من بين ثمانية أطفال لعائلة مسيحية عميقة،تمتلك مصنعًا للسيراميك ذا شهرة عالمية. تلقى تعليمه على يد علماء الأحياء في فالنسيا. 

وتابع: درس الهندسة الصناعية في برشلونة وهناك قام بالعديد من الأعمال الرسولية والاجتماعية تحت إرشاد أحد الكهنة اليسوعيين. عاد إلى مانيسيس، وعمل في مصنع السيراميك، إنه يعامل موظفيه مثل الأصدقاء الحقيقيين ، ويساعدهم عندما يستطيع، ويزورهم عندما يمرضون. عند وفاة والده وبعد الانتهاء من دراسته، تم تعيينه مديرًا لشركة الخزف. 

واصل: هنا مارس العمل الاجتماعي العظيم، وكان يزرع الحب في مكان العمل كما كان يفعل دائمًا في مجموعة أصدقائه وبين فقراء الرعية. إن الخلافات والصعوبات التي واجهته في طريقه، تدل على أنه يسير بعكس التيار، والتي لا تجعله يتراجع شبرًا واحدًا عن قناعاته والتزامه: حازمًا وهادئًا، على الرغم من كل شيء، في الإجراءات التي يجب اتخاذها في صالح عماله، وفي التزامه بالتعليم المسيحي الرعوي للشباب ، في مختلف الدوائر والجمعيات التي ينتمي إليها، واضعًا السلام كمبدأ. 

وأضاف: كان معلمًا للتعليم المسيحي في رعيته وعضوًا في جمعيات القربان المقدس، وكان يساعد كاهن رعيته في كل الأنشطة الرسولية. في عام 1923، عندما وقع انقلاب بريمو دي ريفيرا، طُلب منه تولي منصب نائب رئيس مجلس المدينة، ووافق على الاعتقاد بأنها خدمة عامة كان يؤديها، وفعل كل ما في وسعه. لم يؤمن أن الصراع الطبقي هو محرك التقدم، وكان يشجع الحوار بين أرباب العمل والعمال، لذلك تلقى الكثير من الانتقادات وسوء الفهم. وكان مثال الشخص المستقيم الذي يسعى لتحقيق الخير الحقيقي لشعبه.

واستطرد: في سن الثالثة والثلاثين ، تزوج من إيزابيلا رودس ريج ، الفتاة التي تشاركه رسالته المسيحية ، أصبحت منذ تلك اللحظة أكثر المتعاونين معه في الأنشطة الرعوية، وفي الأعمال الخيرية. وعند اندلاع الثورة المناهضة للدين في عام 1936، كان فينتشنزو شخصًا بارزًا جدًا وكان شجاع جدًا. وبدا يدافع عن الكنيسة ثم روج لتأسيس مجلس العمل الاجتماعي الذي يهدف إلى الحفاظ على التعليم الكاثوليكي في خضم معادٍ للدين. عندما اندلعت الحرب الأهلية، استضاف في منزله بعض الكهنة والرهبان لحمايتهم من المذبحة، وقام مع كاهنه بإنقاذ الأشياء الدينية الثمينة قبل أن يشعل الرعاع النار في رعية مانيسيس في عام 1936م. اعتقل في عام 1937، ودافع أمام المحكمة عن وضعه ككاثوليكي، مدعيًا أن هذا هو أعظم لقب حصل عليه. 

وأكمل: وعلى الرغم من أن بعض العمال أرادوا إنقاذه، فقد طلب منهم عدم القيام بذلك، فقتلوه في أحد شوارع مانيسيس بعدة طلقات، بعد أن غفر لمضطهديه. في يوم 14 فبراير بمدينة فالنسيا الإسبانية. فقام موظفوه بغلق المصنع لمدة ثلاثة أيام كعلامة على الحداد وكانوا يقاومون كل ضغوط من السلطات التي ترغب في إعادة فتحه على الفور، لأن فينتشنزو ، كما يقولون ، لم يكن مجرد رجل أعمال ، بل كان أبًا لكل منهم. كان "مديرًا مقدسًا"، وكان يستحق مجد المذابح  المقدسةحتى بدون استشهاد ، والذي يصبح مع ذلك تتويجًا لحياة مليئة بالعدالة والمحبة والإيمان المعاش بشجاعة. تم حفظ رفاته في كنيسة أبرشية سان جيوفاني باتيستا دي مانيسيس. وهو أول شهيد علماني يُطوب في الحرب الأهلية الإسبانية. طوبه القديس البابا يوحنا بولس الثاني في 1 أكتوبر 1995م.