باحثة بالمركز المصري: انفصال أجزاء من أوكرانيا أحد سيناريوهات التصعيد الروسي

قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن السيناريو الأسوأ في الأزمة المشتعلة حاليا بين روسيا وأكرانيا هو انفصال أجزاء من الشرق الأوكراني.

وقال نرمين كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه وسط حالة التصعيد في الأزمة الأوكرانية التي تبدو وكأنها بدون خط للرجعة فإن هناك عدد من السيناريوهات التي يتم ترجيحها في حال وصلت الأمور إلى طريق مسدود في المفاوضات التي تشارك فيها عدد من الدول الأوروبية منها فرنسا وألمانيا حيث تستبعد هذه السيناريوهات الحل العسكري لما له من تداعيات خطيرة على العالم بالرجوع للأطراف المشاركة فيه.

وتابعت: “مبدئيًا ستتأثر مسألة أمن الطاقة في أوروبا باعتبار روسيا المصدر الأهم للغاز الطبيعي بالنسبة للأوروبيين علاوة على أن نسبة كبيرة من الغاز الروسي تصل إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية وستكون من أكثر الدول الأوروبية التي ستتأثر بالأزمة ألمانيا التي يربطها مع روسيا مشروع ”نورد ستريم 2" والذي لوح الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بشكل علني باستهدافه إذا ما تم الاجتياح الروسي للحدود الأوكرانية كما أن ذلك سيضع واشنطن في موقف متناقض مع الأوروبيين وهي التي طالما أكدت أنها حامية للمصالح الأوروبية كما أن الحشد العسكري المكون من 3 آلاف جندي والذي أرسلته الولايات المتحدة للحدود البولندية قد يورط دول أوروبية أخرى في الحرب وكذلك قد يجر المزيد من العواصم من داخل حلف الناتو.

واوضحت كامل، أن الكثيرين يحذرون من تكرار سيناريو القرم إذا لم يجد الروس منفذ وفي هذه الحالة ربما تعمد موسكو لإجراء استفتاء في المنطقة التي تغلب عليها القومية الروسية في أوكرانيا ثم الاستناد على نتائج الاستفتاء في ضم هذه المنطقة في الشرق الأوكراني.

أما على مستوى الإقليم، قالت كامل "يمكننا الإشارة إلى أن مصر ستكون من الدول التي ربما تتأثر بوجود حرب في أوكرانيا التي تعتمد عليها مصر في استيراد نسب ضخمة من القمح الذي يعد سلعة استراتيجية ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أن مصر اتجهت منذ مشروع المليون ونصف فدان وتوشكى إلى زرع المزيد من الأراضي بالقمح لتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي الذي يسهم في وجود مخزون استراتيجي كما أن مصر التي تسعى لتنويع علاقاتها ومصادر اعتماداتها ستوجه الدفة إلى دول أخرى تقوم بزراعة القمح بكميات كبيرة في حال تعثر وصول القمح من أوكرانيا في إطار إيجاد البدائل وعدم ربط السلع الاستراتيجية بمصدر واحد.