«روسيا وأوكرانيا.. سيناريوهات الحرب».. موقف دول العالم من الأزمة
في ظل الصراع المتأزم بين روسيا وأوكرانيا والذي ينبئ عن بدء قرع طبول الحرب، على الرغم من خروج المسئولين الروس بنفي إعلان موسكو الحرب على أوكرانيا، لتتباين مواقف دول العالم حيال تلك الأزمة كل حسب مصالحه وحساباته السياسية ومدى تأثره بهذه الخرب حال نشوبها.
الولايات المتحدة تهدد روسيا
تأتي الولايات المتحدة على رأس الدول التي تتخذ موقفًا واضحًا حيال هذه الأزمة فعلى الرغم من أنه يبدو وللوهلة الأولى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا شأن لها بها، إلا أنها تتدخل في القضية وتشكل فيها طرفًا أساسيًا.
ففي الوقت الذي أعربت فيه موسكو دعمها لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، أكدت الولايات المتحدة التزامها بسياسة "الناتو" المتعلقة بالأبواب المفتوحة التي تسمح للدول بالسعى إلى الالتحاق بالكتلة وهى تلك التي يرفض تطبيقها "بوتين" على "أوكرانيا".
في الوقت نفسه، تقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا وصلت إلى أكثر من 2.7 مليار دولار منذ عام 2014، كما زادت واشنطن من شحنات الأسلحة فى الفترة الأخيرة، إضافة إلى أنها أرسلت آلاف القوات للتأهب على شرق أوروبا.
فوق ذلك، تلوح الولايات المتحدة بشكل مستمر بفرض عقوبات شديدة على موسكو حال غزوها لأوكرانيا، وذلك على الرغم من لجوء بعض الدول إلى المساعى الدبلوماسية لتهدئة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنها لم تتوقف عن استخدام لغة التهديد.
بريطانيا داعمة لأوكرانيا
اتخذت بريطانيا موقفًا داعمًا لأوكرانيا، فقد حذر رئيس الوزراءالبريطاني بوريس جونسون روسيا من الثمن البشري المحتمل في حال وقعت الحرب، متهمًا إياها بأنها تسعى للإطاحة" بكييف"، وحثّها على السعي لحل دبلوماسي بدلًا من ذلك.
وما يؤكد دعم بريطانيا لأوكرانيا إرسالها لأسلحة مضادة للدبابات إليها، وكذلك سعيها إلى تزويد الناتو "حليف أوكرانيا" قوات إضافية.
ألمانيا حذّرة
بينما جاء موقف ألمانيا ليعد محايدًا أو حذرًا بعض الشئ وذلك بسبب علاقاتها القوية مع روسيا في مجال التجارة والطاقة متمثلة في مشروع نقل الغاز إليها عبر خط أنابيب"نورد ستريم 2" بقيمة 11 مليار دولار، وللغاز أهمية كبيرة وألمانيا وأوروبا تعتمد عليه خاصة في فصل الشتاء من روسيا.
ورفض المستشار الألماني "أولاف شولتز" أن يدعم تعهد "بايدن" بوقف هذا المشروع فى حال غزو روسيا لأوكرانيا، كما استبعدت حتى الآن برلين تقديم أسلحة دفاعية لكييف، وعرضت بدلًا من ذلك إرسال شحنة خوذات.
فرنسا تتخذ طريق الدبلوماسية
اللجوء إلى المساعي الدبلوماسية هو الموقف الذي اتخذته فرنسا حيال حرب روسيا وأوكرانيا المتوقعة وذلك على الرغم من دعم فرنسا لأوكرانيا، فقام رئيسها إيمانويل ماكرون بتلك المساعي من خلال زيارته لموسكو ولقاءنبوتين وكذلك التوجه إلى كييف للقاء زيلينسكى، وذلك لمحاولة التوصل إلى ضمانات ترضى الطرفين.
تركيا مُجبرة على الحياد
أما تركيا فتمثل الحرب المتوقعة بين روسيا وأوكرانيا لها شبحًا مثيرًا للقلق، جراء الحرب في أوكرانيا، وهو ما يجعلها تتبنى سياسة الوساطة بين البلدين.
وتأتي سياسة الوساطة تلك في محاولة تركية لحفاظ رئيسها رجب طيب أردوغان على علاقته مع الرئيس الروسي بوتين.
في سبيل ذلك حاول إردوغان لعب دور محايد بدعوة الرئيس بوتين و"زيلنسكي" الرئيس الأوكراني منذ فترة، إلى اللقاء في تركيا كما خطّط لزيارة موسكو وكييف من أجل ذلك، ولكن "بوتين" لم يستجب لهذه المبادرة، ولا يبدو أن موسكو بصدد إعطاء هذه الوساطة أهمية في الوقت الحاضر، بل قالت إن عليه أن يؤثر على صديقه زيلنسكي وينصحه بعدم خوض هذه المغامرة العسكرية في "دونباس"، وتنفيذ اتفاقات مينسك 2015، وإنه ليس لموسكو مشكلة مع أوكرانيا، مشكلتها مع الولايات المتحدة الأميركية.
وكان أردوغان قد أغضب بوتين في تضامنه مع"كييف ودعمه لاستراتيجية الناتو لتوسيع نفوذه في البحر الأسود، باعتباره جزءاً من الناتو، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عديدة بالنسبة إلى روسيا بشأن التزامه بمعاهدة مونترو 1936 التي تنظّم حركة النقل البحري عبر مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يربطان بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.
الصين حليف صريح لروسيا
أما الصين فموقفها واضح بالتأييد الصريح للموقف الروسى، وفي إطار ذلك اتفق الرئيسان الصينى شى جين بينج والروسى بوتين على إظهار تحالف مواقفهما وذلك في مواجهة الضغوط الغربية التي تفرض عليهما وتظهر أحد أكبر أشكال التحالف من خلال توقيع اتفاق غاز ضخم تصل قيمته إلى 400 مليار دولار بينهما.