أمل المستقبل..
كيف طورت «حياة كريمة» المواهب الشابة في قرى مصر؟
لم تقتصر مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تطوير البنية التحتية لقرى المحافظات المدرجة ضمن المبادرة الرئاسية فقط، بل شملت أيضًا اكتشاف المواهب الشابة بالمراكز والقرى، وعرض مواهبها أمام الجميع.
مينا إبراهيم، ٢٣ عامًا، ذكر إنه يمارس النشاط المسرحي منذ تسع سنوات، وكان معتادًا على المشاركة في العروض المسرحية، ولكن ذلك العرض ظهرمختلفًا؛ لأنه جمع أطفالًا وشبابًا من داخل جميع القرى بالمركز، قضوا ساعات طويلة على مدار أسابيع، تبادلوا فيها معلوماتهم واستفادوا من خبرات المدربين.
وأوضح: "نعتبر أول فرقة مسرحية مكونة من أبناء القرى تقوم بعرض مسرحي شامل داخل قريه وتشهده وزيرة الثقافة ومعظم الرموز الثقافية في مصر وذلك في حشد جماهيري واسع حضره أيضًا الأسر الريفية ، مجسدين المراحل التاريخية التي مرت بها مصر بدءًا من عهد الفراعنة مرورًا بفترات الرئيس جمال عبد الناصر وصولًا لعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وأضاف "مينا" أن الجزء الأخير من عرض مسرحية "مصر التي نريدها" شمل عرضًا لجهود مبادرة "حياة كريمة"، ولاقت تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، وتمنى تكرار العرض المسرحي في جميع أنحاء الجمهورية؛ لأثره في التوعية بالأحداث التاريخية لمصر، مشيدًا بالجهود الرئاسية في نشر الثقافة والإبداع داخل القرى.
قالت مارتينا لطيف، البالغة من العمر 13 عامًا، والقاطنة بقرية بويط، إنها تعلمت العزف في عمر الثلاث سنوات على بيانو صغير في المنزل، وظلت تعزف عليه حتى بلغت الصف الأول الابتدائي، وقامت والدتها حينها بشراء لها بيانو آخر أكبر حجمًا، وكانت تستمع إلى المقطوعات الموسيقية في التلفاز وتقلدها، إلا أن جاءت مبادرة "حياة كريمة"، ووفرت لها ما تحلم به.
أضافت: "اعتمدت على التعليم الذاتي، لم يكن متوافرًا بمدرستي معلم موسيقي يعلمني؛ لذلك كانت والدتي ترسل المقطوعات الموسيقية التي يعزفها إلى أحد أساتذة الموسيقى في القصر الثقافي بالمركز عبر البريد الإلكتروني الخاص بأحد جيرانها؛ لأننا لا نمتلك رفاهية تحمل نفقات الذهاب إلي المركز الذي يبعد عن قريتي كثيرًا، خاصة أن ظروفنا المعيشية في حاجة ماسة للأموال".
وتابعت: "تلقت أمي مكالمة هاتفية من إدارة المدرسة تخبرها أن مبادرة "حياة كريمة" تقدم ورشات فنية وثقافية في القرية لتنمية المواهب؛ لكونهم يعلمون مدى رغبتي في تعلم العزف، سرعان ما توجهت إلى المدرسة مصطحبة معي البيانو لأجد مئات الأطفال ينتظرون دورهم في تقديم موهبتهم أمام مجموعة من معلمي الموسيقى التي طالمًا رأيتهم في قنوات التلفاز".
وأردفت "مارتينا" أنها لم تسعها الفرحة عندما طلبت منها لجنة الموسيقي القدوم لقصر الثقافة بالمركز للحصول على ورش تدريبية في العزف، واصفه: "ماكنتش مصدقة نفسي أخيرًا هطور موهبتي وأقدر أعزف كويس"، مشيرة إلى أنها تعلمت كثيرًا من تلك الورش، واكتسبت ثقة كبيرة في نفسها من خلال عزفها أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص بعكس السابق كانت تكتفي بالعزف في منزلها فقط.
وواصلت: مدرب الورشة أخبرها أنها ستعزف أمام وزيرة الثقافة في الحفل الختامي لفعاليات الأنشطة؛ لذلك استعدت جيدًا بالتدريب المتواصل، وبمجرد انتهائها من العزف في الاحتفال وجدت تصفيقًا حارًا من المتواجدين، وتشجيعًا كبيرًا من كبار القيادات الثقافية التي التقت الصور التذكارية معهم، لافتة إلى حصولها على شهادة تقدير من وزيرة الثقافة ووعدها بمكافأة مالية، بالإضافة إلى وعد وكيل وزارة الثقافة بالمحافظة بإهدائها بيانو كبير لتتمكن من العزف عليه بسهولة.
واختتمت حديثها موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة الثقافة وكافة القائمين على مبادرة "حياة كريمة"؛ لحرصهم على تنمية المواهب في القرى، مناشدة بضرورة شن فعاليات وأنشطة فنية داخل القرى بصفة دورية.