«أنا عندى ليك فيلم».. التفاصيل الكاملة لتوجه رشدى أباظة للسينما
ذكر الكاتب الصحفي أحمد السماحي في كتابه “الدنجوان.. أسطورة الأبيض والأسود"، أن رشدي أباظة تعرف على شابين جاءا إلى القاهرة بحثاً عن عمل في مجال الفن، الأول يدعى "عادل أدهم"، والثاني "علي رضا"، وربط الحلم والعذاب بين الثلاثة، يقضون نهارهم في النوادي الرياضية وحمامات السباحة، وساعات الليل بين الصالات والملاهي الساهرة.
وأضاف: "ورغم أن عادل أدهم وعلي رضا كانا يبحثان وينقبان عن فرصة واحدة للنفاذ إلى شاشة السينما، إلا أن ذلك لم يجذب رشدي أباظة، لكن القدر كان لديه مفاجأة للأصدقاء الثلاثة، إذ جاءت الفرصة إلى رشدي دون أن يسعى إليها، ففي عمارة قديمة مواجهة لدار القضاء العالي كان هناك ناد لرياضة "البلياردو" لا يرتاده إلا أبناء الطبقة الراقية، وكان يدير النادي أحد أبطال اللعبة البارزين وقتها ويدعى "مصطفى دياب" الشقيق الأكبر للمصور الصحفي "حسن دياب" الذي ظل لسنوات طويلة المصور الخاص للرئيس جمال عبد الناصر، في هذا النادي "الريفيرا" كان رشدي أباظة يمارس لعبة "البلياردو" بشغف، وفي إحدى الليالي كان يمسك بعصا البلياردو دون أن يدري أنها ستتحول بعد لحظات قليلة إلى عصا سحرية تقوده إلى عالم الشهرة والنجومية، فقد أخذته المفاجأة وهو يرى يد رجل ذي هيبة يمسك بطرف العصا ويربت على كتفه، نظر إليه رشدي مستغرباً ما يحدث، وقبل أن يسأله عن سبب تصرفه، بادره الرجل بسؤال مباغت:
اسمك إيه.. يا ابني؟
فرد رشدي ساخراً:
ليه.. عندك عروسة؟!
فقال الرجل بتلقائية:
لأ.. عندي لك فيلم!
وأكمل: "أصابت المفاجأة لسان رشدي بالصمت، وحاول أن يرد لكن الكلمات لم تسعفه، ابتسم له الرجل وطلب منه أن يفكر قبل أن يرد، لكن رشدي كان قد فكر في ثوان معدودة، وربما بحماسة واضحة:
ماعنديش مانع.. لكن مين حضرتك؟
فرد الرجل: أنا كمال بركات مخرج سينمائي، وشايف فيك مؤهلات كثيرة تجعلك بطلاً سينمائياً.
واختتم: "وانصرف الرجل بعد أن عرف اسم بطله الجديد، لكن رشدي أباظة لم ينصرف إلا بعد ساعتين كاملتين قضاهما شارد الذهن، وكأنه يفسر الحلم الذي رآه لتوه، وحين تمكن من الحركة، قادته قدماه سريعاً إلى منزل والدته في "الأوبرا" وحكى لها ما حدث بينه وبين المخرج كمال بركات، فرحبت بالفكرة، وأكدت له أنه سينجح لوسامته وذكائه، لكنها حذرته من اعتراض والده نظراً لمركزه في الشرطة، واسم العائلة الأباظية، إذ كانت مهنة التمثيل وقتها من المهن غير المحترمة في نظر عامة الشعب".