«خطف رشدى أباظة».. حكاية أول مآسى الدنجوان
ذكر الكاتب الصحفي أحمد السماحي في كتابه “الدنجوان.. أسطورة الأبيض والأسود"، أنه كانت هناك محاولات لخطف رشدي أباظة من أمه لصالح والده.
وقال السماحي: "أول يد حملت رشدي أباظة كانت يد والده الضابط الوسيم "سعيد" وأول كلمة نطقها الطفل الصغير كانت كلمة إيطالية حين كان يعيش وسط عائلة أمه في المنصورة، وبين الأب الأباظي والأم الإيطالية عاش رشدي تمزقاً عنيفاً رسم تفاصيل حياته بعد ذلك".
وأضاف: "ولأن حبهما كان عنيفا، فقد جاء انفصالهما قاسيا، ورغم محاولات الزوج "سعيد أباظة" إعادة الحياة للعلاقة الزوجية مع "ليلى" لاسيما بعد مولد ابنهما "رشدي" إلا أن رفض الجميع لهذا الارتباط كان أقوى من بقايا الحب في قلب الزوجين العاشقين، وبات على الطفل الجميل أن يظل يدفع الثمن طوال حياته".
وواصل: أصبح اسمه "رشدي أباظة"، طفل جميل ووسيم ينام في حضن أمه الإيطالية الحسناء، يوم 5 أغسطس 1925 حضر والده للاطمئنان عليهما، ومحاولة إقناع ليلى بالعودة إلى حياتهما الزوجية من أجل ابنهما، لكن الفتاة الإيطالية رفضت بشدة، لأنها تدرك صلابة "حماتها" ورفضها لهذا الارتباط، ويبدو أن مخاوف الزوجة كانت في محلها، فبعد الولادة بأيام قليلة خاضت جدة رشدي، زينب أباظة حرباً عنيفة لإقناع الأب بضرورة تربية ابنه وسط عائلته "الأباظية" العريقة، وحين رفض سعيد أصدرت "فرماناً" نهائياً بخطف الطفل من أمه في المنصورة، لكن كبار رجال العائلة تمكنوا من إقناعها بقسوة هذا التصرف، ونصحوها بترك رشدي في أحضان أمه، لاسيما في سنوات طفولته الأولى.
واختتم: "كان الأب يتردد على منزل عائلة زوجته السابقة للاطمئنان على ابنه، لكن بعد عامين تمت ترقية الضابط سعيد أباظة إلى رتبة "يوزباشى" وتم نقله إلى مدينة سوهاج، سافر الأب وترك ابنه في رعاية الأم، فعاش رشدي سنوات عمره الخمس الأولى وسط الجالية الإيطالية في المنصورة، وهو ما انعكس بوضوح على شخصيته، حيث طغى على حياته الطابع الأوروبي، حتى إن عيد "الكريسماس" كان أهم مناسبة بالنسبة له، رغم أنه مصري مسلم".