ذكرى رحيل شاعر الألف أغنية.. «مُرسي جميل عزيز» ألقى قصيدته الأولى بعمر الـ 12 عاما
تمر اليوم الذكرى الـ22 لرحيل أحد أبرز شعراء الأغنية العربية، الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز، والذي رحل في مثل هذا اليوم الـ9 من فبراير عام 1980.
ولد مرسي جميل عزيز بمدينة الزقازيق، وكان والده من كبار تجار الفاكهة بمحافظة الشرقية، وكان له فضل كبير في تكوينه الإبداعي، كان الوضع المادي الميسور أحد الأسباب الرئيسية في أن يطور مرسي جميل عزيز من أدواته، خاصة أن معايشته لأجواء حياة التجارة والريف البكر، كان مازال يعانقه، إلى جانب موهبته التي حرضته على استعادة كل نزق الطفولة البكر في كتاباته الشعرية.
يذكر الكاتب الراحل خيري شلبي في كتابه مرسي جميل عزيز موسيقار الكلمات أنه “ألقى قصيدته الأولى وهو في سن الثانية عشرة من عمره”، وقد كتب أول أغنياته المذاعة في عام 1939 وهي “أغنية الفراشة جاءت” من ألحان رياض السنباطي.
ذاع اسم مرسي جميل عزيز في نادي المشاهير من شعراء الأغاني عندما أذيعت أغنيته “يا مزوق ورد في عود” والتى جاءت من ألحان وغناء الفنان عبد العزيز محمود.
تألق نجم مرسي جميل عزيز ليصبح ويظل في الصف الأول من الشعراء الغنائيين المصريين والعرب، وأصبح له بصمة حاضرة طول الوقت فقد غنى له عبد الحليم حافظ ما يقرب من 35 أغنية، بدأ بـ “مالك ومالي يا أبو قلب خالي”، “يا خالي القلب”، وغيرها، وغنت له أم كلثوم 3 أغنيات لحنها الموسيقار بليغ حمدي، هي سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة، وغنى له عبد الوهاب “من غير ليه”.
سيرة ومسيرة مرسي جميل عزيز جعلت منه الشاعر النجم، والذي يتسابق مطربي مصر والعالم العربي إلى أن يغنوا من كلماته.
تعرض مرسي جميل عزيز في حياته لمشكلة عاصفة، ادعى الشاعر أحمد شفيق كامل أن مرسي جميل عزيز أخذ مطلع أغنيته، وكتب الكاتب الصحفي جليل البنداري في العدد المؤرخ بـ28 من أكتوبر عام 1961 مقالا حادا لاذعا، ويبدو فيه تحامل شديد على الشاعر مرسي جميل عزيز، وفيه وجه اتهام مباشر بالسرقة فقد جاء العنوان “من هو قرصان الأغاني.. الذي سرق أجمل كلمات الموسم؟ وقال فيه هل صحيح أن مؤلف الأغاني مرسي جميل عزيز قد استولى بطريق القرصنة على مطلع أغنية “أنا شفت جمال” من زميله الشاعر أحمد شفيق كامل”.
وجاء رد مرسي جميل عزيز ساخنا وحقيقيا نابعة من ثقة لا حدود لها في موهبته وفي ذاته وجاء تحت عنوان "أغاني الشعراء.. وأغاني “صبيان العوالم” .. ونشر بصحيفة الأخبار في 11 من نوفمبر 1961" قال إن “جليل البنداري، مأمون الشناوي، شفيق كامل، محمد الموجي، هم ثلاثة من مؤلفي الأغاني ورابعهم ملحن، لم يجتمعوا لتأليف أوبريت أو أغنية للمسرح أو السينما أو الراديو أو التليفزيون أو حتى الأراجوز، لا اجتمعوا للقضاء على مرسي جميل عزيز أو ظنوا أنهم يستطيعون ذلك”.
سخر مرسي جميل عزيز من جليل البنداري، ومن أنه سرق مطلع أغنية لأحمد شفيق كامل، وكان سنده في ذلك جملة أنا شفت جمال لاتعدو كونها تعبير تلقائي يرد على لسان يمر بهذا الموقف.
وصل الأمر إلى أن المعركة وصلت إلى ذروتها بين الطرفين جليل البنداري لم يهادن، وواصل الكتابة متهما مرسي جميل عزيز بالسرقة في عدد من الأغاني، ولذا طالب مرسي جميل عزيز إلى لجنة يحتكمون إليها لفض هذا الأمر، وجاءت اللجنة مكونة من لويس عوض، وعلى الراعي، ومحمد مندور، وعبد القادر القط، والشاعر صلاح عبد الصبور “كانت هذه أول لجنة تنعقد على صفحات الجرائد لتخرج وتنتصر للشاعر مرسي جميل عزيز”.