رئيس مؤسسة الملتقى: الفلسفة الحقيقية للفكر الإسلامي ترجع لبسط العدالة ونشر القيم
قال الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى، إن الفلسفة الحقيقيّة للحضارة والدولة في الفكر الإسلاميّ ترجع إلى بسط العدالة، ونشر القيم، وتوطيد الأخلاق في النفوس، مستشهدا بالحديث الشريف"انما بعثت لأتَمّمَ مكارم الأخلاق".
وأضاف رئيس مؤسسة الملتقى، "أيُّ قيمة لحضارة إسلاميّة لا يكون جوهرها: أخلاقيّ المضمون، وقيميَّ المحتوى، وربّانيَّ المقصد انها عمليّة مراجعة للذات هدفها صياغة الموادّ القيميّة الإسلاميّة بطريقة منهجيّة لتُعْتَبر أساس السلوك الإنسانيّ الفردي والاجتماعيّ الشامل، وتطويرها، والكشف عن مقاصدها، وتفسيرها تفسيرًا عصريًّا، وإعادة صياغة مسائلها وتنظيمها من جديد؛ من منطلق المسائل المعاصرةـ وطبيعة متطلّبات الزمان والمكان"، جاء ذلك خلال مشاركته فى فعاليات ليلة الوصال رقم 90 التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
و قدم " القادرى" مثالا للجهود العالمية للبحث عن أرضية أخلاقية للمعاملات المالية في ظل الأزمات الهيكلية التي عانى منها الاقتصاد العالمي وتعرضه للأزمة الاقتصادية العالمية، من خلال مسارعة كبريات المصارف التقليدية العالمية إلى تبني نموذج مالي ومصرفي أخلاقي متمثل في المالية الإسلامية، وعيا منها انه الحل الامثل للخروج من أزمة القيم في مجال المال والأعمال، نظرا لأسسه الأخلاقية و محدودية المخاطر فيه.
وشدد على ضرورة أن يدرك الجميع وفي مختلف الميادين، أننا جميعا معنيون بالتطبيق العملي لتلك القيم، وان الإبداع في إنتاج الخطاب القيمي الذي قد لا يراوح مستوى الكلام إلى التمثل الأخلاقي لا يضمن للقيم فاعليتها المنشودة في المجتمع.
وأكد أن الإنسان مطالب بتنمية ما جبلت عليه نفسه من الخصال الحميدة، والأخلاق الفاضلة، وأن مسئوليته في الحفاظ عليها تعظم بقدر ما يتيسر له التخلق بها، كما أنه مطالب بمجاهدة نفسه لاكتساب ما ليست مجبولة عليه من الطباع الكريمة، والتخلي عما يكون ميلها إليه شديدا من الأخلاق الذميمة.