بعد تسببها في وفاة مُسن فلسطيني.. ما هي كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية؟
بعد نشر نتائج التحقيق في ملابسات وفاة الفلسطيني عمر عبد المجيد أسعد، البالغ من العمر 80 عاماً، على يد كتيبة "نيتساح يهودا" الإسرائيلية التي يعني اسمها "خلود اليهودية". وتعليق رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي وبَخ الجنود، وتم وقف قائديْ السرية والفصيل، اللذين اعتقل جنودهما "أسعد"، عن العمل مدة عامين؛لاتزال الأجواء مشحونة داخل الأوساط السياسية في تل أبيب؛ فالحادثة فتحت من جديد ملف "الكتيبة" المثيرة للجدل، وعلاقتها بالأصوليين وتاريخها المظلم.
تأتي الحادثة كجزء من سلسلة أحداث مارست فيها هذه الكتيبة عنفاً زائداً ضد فلسطينيين، فيما طالبت جهات في الجيش الإسرائيلي بحل الكتيبة المدعومة من اليمين المتشدد.
الحادثة التي تسببت في إثارة الجدل، كانت توقيف واعتقال فلسطيني في الثمانين من عمره في منتصف الليل دون أن يكون هناك تحذير استخباراتي بشأنه، وقام أفراد الكتيبة بإغلاق فمه، وعندما أبدى مقاومة تعرّض للضرب، وتُرك راقداً من دون حراك في البرد في حرارة صفر، حتى توفي.
ما هي كتيبة "نتساح يهودا"؟
بحسب التقارير الإعلامية، فإن هذه الكتيبة خطيرة بحكم تركيبتها الاجتماعية والمُعتقدات وأيدولوجيات عناصرها، فهي كتيبة سياسية- دينية، تشبه "كتيبة الناحل الأصولية" التي ظهرت عام 1999 ، حيث كانت تقف فكرة تشجيع الأصوليين على التجند في الجيش على أساس التطوع، فعلياً، قليل جداً من الأصوليين يخدمون في الكتيبة، التي تتكون من شباب أصوليين سابقين تركوا التعليم، أو أصوليين تمردوا على الآباء، أو فتيان شبيبة التلال (جماعة متطرفة).
يكمن خطورة الكتيبة، في فكرة التجانس الاجتماعي داخل عناصرها ، والذي يؤدي إلى تكتل زائد للوحدة، والنتيجة هي نمو ثقافة مميزة تميز نفسها عن الثقافة العسكرية العامة، وقد تعمل ضدها في بعض الأوقات.
التجانس داخل "نتساح يهودا" ليس دينياً فقط، بل سياسياً أيضاً، وهو ما يزيد من خطورتها؛ فالعامل المشترك لجنودها هو رؤيتهم أن مراقبة الفلسطينيين هي مهمة مقدسة، كما شرح قائد الكتيبة في 2017 لصحيفة "معاريف"، وهذه الأفكار يمكن ترجمتها لاحقاً في استخدام العنف ضد الفلسطينيين، مثل ما حد في “عرس الدم” عام 2015 عند حرق عائلة دوابشة الفلسطينية.
حكومات إسرائيل المتتالية، وقادة الجيش يدركون خطورة الكتيبة، فليس مصادفة أن الجيش تجنب نشر نتساح يهودا أثناء عملية الانفصال عن غزة، حسب تقرير ميرون ربابورت في "هآرتس"، قال أحد الجنود: “50 % من هذه الكتيبة هم من المستوطنين".
ما يزيد من كون كتيبة نتساح يهودا ظاهرة غير عادية، هو وجود جمعية مدنية تنسق معها تسمى، (جمعية نتساح يهودا)، التي تهتم بجنودها، وهو ما يجعلها تحظى بغطاء مدني واجتماعي مما يساعد على قوتها، فضلاً عن تأييد اليمنيين لها، وربما هذا ما كان منع رئيس الأركان الإسرائيلي من “حلها” على أثر الحادثة الأخيرة رغم الدعوات لذلك.