بالأرقام.. كيف تعاملت الحكومة مع مشكلات الكهرباء والمياه والصرف الصحي؟
في الأيام القليلة الماضية، أعلنت منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، عن جهودها في رصد وحل مشكلات المواطنين المسجل عبر المنظومة، خلال شهر يناير الماضي، بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات الحكومية، وتّبين رصد 87 ألف شكوى واستغاثة، وردت 55% منهم عبر الخط الساخن للمنظومة، بينما تم تسجيل 45% منها من خلال الموقع الرسمي.
وأكدت المنظومة أيضًا أنه قد تم توجيه 62 ألف شكوى لجهات الاختصاص، وحفظ 22 ألف شكوى، وفقًا لضوابط فحص ومراجعة الشكاوى قبل توجيهها للجهات المختصة، وجار استكمال فحص 2500 شكوى.
ومن بين الشكاوى التي تم توجيهها إلى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركات التابعة لها، والمحافظات المعنية، استطاعت المنظومة أن تتعامل مع 2408 شكوى، بشأن مشكلات الكهرباء، وتوفير أفضل الاستجابات لها، وكان من بينها أيضًا استقبال 700 شكوى من انقطاع التيار الكهربائي أو عدم استقرار التيار.
وقد تم حسم 530 شكوى من إجمالي الاستعاثات، بجانب رصد 223 شكوى بخصوص الفواتير، وتم حسم 92 شكوى بشأن ارتفاع قيمة فاتورة الكهرباء، بسبب القراءات غير الصحيحة، وتم التصحيح واسترجاع فرق المبالغ المدفوعة لصالح المواطنين، وتضمنت الشكاوى كذلك 138 طلبًا لتغيير أو تركيب عداد الكهرباء، أو شكاوى سرقة عداد كهرباء، فضلًا عن رصد 35 شكوى من بعض المواطنين المتضررين من وجود محول أو كشك كهرباء بالقرب من محل إقامتهم.
حافظت على أجهزتنا الكهربائية من التلف
أوضح محمد إسماعيل، ويقطن في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، أنه كان يعاني من مشكلة في ضعف جهد الكهرباء الواصل لمنزله، مما يؤثر على كفاءة تشغيل الأجهزة الكهربائية؛ بسبب كثرة وجود الورش الصناعية الخاصة باللحام والخراطة داخل منطقته، والتي تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء.
وقال الشاب العشريني خلال حديثه مع «الدستور»: "يقع منزلي آخر الشارع، ولم يكن التيار الكهربائي منتظمًا، لم أستطع تشغيل الأجهزة الكهربائية، رغم امتلاكي مروحة لكني لم أتمكن من تشغيلها في فصل الصيف؛ لقلة الجهد الكهربائي، ولم يكن أمامي سوى منظومة الشكاوى الموحدة كي تساعدني في حل مشكلتي، ووصفت لهم معاناتي من عدم انتظام الكهرباء داخل مسكني، وبعض المنازل بجواري".
وأردف: "جاء الرد سريعًا، وراسلتني المنظومة تخبرني أن جهد الكهرباء في أول المنطقة 220 فولت، وفي نهايتها 200 فولت، وأوصتني بمراجعة الوصلات الداخلية لمنزلي، لذا أرفقت الشكوى بصورة قياس الجهد، التي تؤكد أنه 160 فولت داخل منزلي، فنوهت بأنه سيتم إحالة الشكوى إلى شركة القناة لتوزيع الكهرباء، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة".
وواصل : "زارني فريق من شركة الكهرباء في اليوم التالي، لفحص المشكلة، وقاموا على مدار أسبوع بتغيير أعمدة الإنارة في المنطقة، وتزويدها بالأسلاك والكابلات الكهربائية، وتم نقل الكهرباء الخاصة بالعقار السكني على محول كهربائي آخر، وأصبح جهد الكهرباء منتظمًا، وحافظت على الأجهزة الكهربائية من التلف".
أما عن شكاوى مياه الشرب والصرف الصحي، فقد استقبلت الشرك القابضة 2453 شكوى واستغاثة من مواطنين متضررين من انقطاع مياه الشرب أو ضعف التغذية عن بعض المناطق، بالإضافة إلى طلبات توصيل خدمات مياه الشرب لبعض القرى، أو شكاوى تسريب المياه ببعض العقارات، أو شكاوى ارتفاع قيمة الفاتورة، وطلبات تركيب عدادات مسبقة الدفع، وطلبات معاينة أو تغيير العداد.
كما رصدت المنظومة 1361 استغاثة بشأن تضرر بعض المواطنين من طفح مياه الصرف الصحي ببعض المناطق، أو كسر أو انسداد مواسير الصرف الصحي بمناطق أخرى، بالإضافة إلى طلبات من بعض مواطني المحافظات المختلفة، مطالبين بضرورة إنشاء أو استكمال أو إحلال وتجديد عدد من شبكات مياه الشرب والصرف الصحي بالأحياء والمناطق السكنية المقيمين بها.
قضت على مشكلات الصرف الصحي في قريتنا
أشار محمد عبد القادر، أحد قاطني محافظة الدقهلية، عن معاناة أهل قريته من مشكلة الصرف الصحي منذ عدة سنوات، حيث كانت تخلو منطقته من خطوط الصرف الصحي، وقبل عامين قامت وزارة السكان بإدخالها، ولكن لم تنتهي معاناتهم، كون المقاول المسؤول عن المشروع ارتكب ببعض الأخطاء التي جعلت معظم الشوارع تواجه مشكلة طفح في مياه المجاري.
وأضاف الرجل الأربعيني في حديثه لـ«الدستور»: «كان الوضع مأساوي، حاصرت مياه الصرف الشوارع، وأغرقت الأدوار الأرضية بالعمارات السكنية، وانتشرت الروائح الكريهة، وساد البعوض على المستنقعات، وشاعت الأمراض المعدية بيننا، لذا كنا نضطر إلى إيجار سيارات الكسح التي تشفط المياه بصفة دورية، وكلفنا ذلك مبالغ كثيرة»، مشيرًا إلى التسرب في مياه الصرف كان يحدث بعد شفط السيارة المياه مباشرة.
وتابع "محمد"، أنه أرسل استغاثة إلى منظومة الشكاوي الموحدة؛ آملًا في حل المشكلة بعدما عجز المجلس المحلي بالقرية عن إيجاد حلًا لها، وكانت المفاجئة الكبرى أنه لم يمر أسبوع حتى جاء فريق من قطاع المياه والشرب والصرف الصحي، وتمكنوا من معرفة سبب المشكلة وتم معالجتها وتسليكها، وكسح الرواسب والعوالق من داخل خطوط الصرف، وإصلاح المواسير، والقضاء نهائيًا على تسرب المياه.