وقع في الجبّ الضيّق واكتشفه هاتفًا.. كيف علمت أسرة ريان بسقوطه في البئر؟
في بلدة تمروت، على بعد 100 كيلومتر من شفشاون شمال غرب المغرب، بدأت قصّة الطفل "ريان" التي تجاوزت حدود البلاد لتصبح حديث العالم بأسره؛ لمعرفة أخر أخباره وكيف سقط الطفل ريان في البئر؟
كيف سقط الطفل ريان في البئر؟
كعادته كان "ريان" ذو الخمس سنوات يلعب بالقرب من منزل العائلة، لكن شاءت الأقدار أن يكون صباح يوم الثلاثاء الماضي، بدايةً لمأساته.
بعد ظهر يوم الثلاثاء تفقّد أفراد الأسرة الطفل ولم يجدوا لهُ أثرًا، وبالفعل كان حينها قد سقط في الجُبّ الضيّق، ولا يُرى له أي أثر.
أنين ريان قادم من تحت الأرض
بحث أفراد الأسرة في كُلّ مكان، ليبلغ إلى مسامعهم أنينٌ قادمٌ من تحت الأرض؛ فربطوا هاتفًا وأنزلوه إلى قعر البئر الذي يصل عمقه نحو اثنين وثلاثين مترًا، فوجدوه نائم يستجدي الغَوص، لتبدأ بذلك عملية الإنقاذ. أهالي المنطقة حاولوا إنقاذه في بادي الأمر بطُرقٍ بدائية، ليتمّ بعدها إخبار السلطات المحلية المغربية التي عبّئت طواقمها لإنقاذ الطفل.
طبيعة هذا البئر التي تضيق نزولاً، لم تسمح بإنقاذ الطفل رُغم ثلاث محاولات، نزل خلال إحداها خبير في دخول المغارات إلى عُمق أربعة وعشرين مترًا.
تتحدّث أنباء وصور موثّقة عن التمكّن من امداد الطفل ريان بعبوّات أكسجين وبعض الماء والحليب؛ لتبدأ مرحلة أخرى من عملية الإنقاذ، حيث شرعت الجرّفات (معدات الحفر) في الحفر عموديًّا بالتوازي مع البئر، لكن العملية بدت مُعقّدة بسبب الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، فقرية "ريان" توجد في الريف وهي سلسلة جبلية حديثة التكوين، ممّا يجعل التُربة هشّة، وهو ما حصل فعلا في مراحل الحفر.
مرحلة جديدة من الحفر لانقاذ ريان
وبعد ساعات طويلة من الحفر، تمّ الوصول إلى عمق اثنين وثلاثين مترًا، ليصبح رجال الإنقاذ في خطٍ موازي للطفل العالق. الحفر جرى في رقعةٍ نصف دائرية محيطة بالبئر، حيث انتهى الحفر العمودي، ليدخل مرحلة الحفر الأفقيّ على مسافة ثمانية أمتار، ولكن على بُعد أربعة أمتار، يُصبح الحفر بالآلات محفوفًا بالمخاطر ويُمكن أن يُهدد حياة "ريان" وأيضًا رجال الإنقاذ.
صباح أمس الجُمعة بدأ الحفر اليدويّ الأُفقيّ، فيما تمّ إدخال أنبوبٍ معدنيّ إلى داخل الحُفرة، حيثُ تتم عملية الحفر الأفقي، وتأتي هذه الخطوة لدعم الأنابيب الإسمنتية وللحفاظ على العُمق وحمايته من أيّ انهيار للتربة.
العملية مُستمرة حتى الأن وقد تكون في مراحلها الأخيرة، ورجال الإنقاذ يواجهون صعوباتٍ بسبب التضاريس وضيق المسافة، حيث يعمل المختصون في الإنقاذ على إزالة الصخور الراسبة وبقايا التُراب.
تضامن وتعاطف الجميع مع ريان
في الوقت التي يُشاهد العالم عملية إنقاذ الطفل، تُرفع الأيادي تضرّعًا لله وطلبًا في بقاء "ريان" حيًّا حتى يبلغ هواء سطح الأرض ويحتضن ولداه الذين يبكون ليل نهار على فراقه؛ فالعالم عامّة والعرب خاصّة تضامنوا مع الطفل المغربيّ وأعربوا عن حزنهم الشديد على حال الصغير صاحب الخمس سنوات.
وحرص العديد في أنحاء العالم على الدعاء للطفل ريان بالنجاة بعدما وقع في بئر عمقه نحو 32 مترًا، ولا يزال عالقًا فيه حتّى الأن، ورجال الإنقاذ يواصلون الحفر من أجل إنقاذه منذُ أربعة أيام.
وانهالت المنشورات على جميع صفحات السوشيال ميديا بالدعاء للطفل المغربي، أبرزها "يا من أنجيت يوسف من البئر، وذا النون من بطن الحوت، وردت موسى إلى أمّه.
أنقذ ريان من هذا البئر وأخرجه إلى النور، وردّه سالما غانما لأمّه وأحبابه".