تداولات هادئة بسوق النفط بعد قرار «أوبك+»
وسط تداولات هادئة تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس، على خلفية استيعاب السوق لقرار تحالف "أوبك+" بزيادة الإنتاج في مارس المقبل.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل بنسبة 0.45% أو بمقدار 40 سنتًا، إلى 89.07 دولار للبرميل، وفق بيانات "ماركت ووتش" للأسواق العالمية.
كما هبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي 0.57% أو 50 سنتًا عند 87.76 دولار، بعدما وصلت خلال تعاملات الأربعاء إلى 89.72 دولار، وهو المستوى الأعلى منذ عام 2014، ويتجه الخام نحو تسجيل سابع مكاسب أسبوعية.
وأعلن تحالفه "أوبك+" الذي يضم 23 دولة من كبار منتجي النفط، مساء الأربعاء، عن زيادة إنتاجها بمقدار 400 ألف برميل يوميا في مارس المقبل.
وقبل قرار "أوبك+" بساعات، جرى تداول خام برنت فوق 90 دولارا للبرميل، الأربعاء، ولامس أعلى مستوياته في سبع سنوات عند 91.70 دولار الأسبوع الماضي، في خضم التوترات في أوروبا والشرق الأوسط.
وبذلك تلتزم دول "أوبك+" بضخ زيادات معتدلة في إنتاجها النفطي على الرغم من ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة بعد وصول أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات.
ويعمل تحالف أوبك+ على التخلص التدريجي من تخفيضات إنتاج النفط القياسية البالغة 10 ملايين برميل يوميا، أي نحو 10% من إنتاج النفط العالمي، والتي أقرت في مارس 2020، عقب تفشي فيروس كورونا.
في الوقت نفسه، تترقب أسواق النفط التطورات بشأن أوكرانيا في ظل مخاوف من احتمالية الغزو الروسي.
وشهد النفط الخام بداية قوية هذا العام، وتتوقع بنوك بما يشمل "جولدمان ساكس" أن السعر في طريقه للوصول إلى مستوى 100 دولار للبرميل.
كان الرئيس الأمريكى، جو بايدن قد قرر، في وقت سابق، نشر 2000 جندي في دول ألمانيا وبولندا ورومانيا، حسبما أعلنت الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في الوقت الذي تزيد فيه روسيا من تحشيداتها العسكرية شرق أوكرانيا، لكنها تنفي نيتها غزو الدولة الجارة، فيما تتهمها الولايات المتحدة بالاستعداد للقتال.
وتلقي التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا ومن خلفها حلف "ناتو"، بما يشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بظلالها على الاقتصاد العالمي بصورة كبيرة، فأصبح المستثمرون حول العالم يترقبون تلك التطورات باهتمام بالغ.
ومن شأن المواجهة أن تتسبب في قفزات في أسعار النفط، إذ إن روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ارتفع إنتاجها منه إلى 11 مليون برميل الشهر الماضي.
من جانبه، يتحسب صندوق النقد الدولي لتداعيات المواجهة المحتملة، إذ أعلن أنه مستعد لمساعدة الدول التي قد تتأثر بصورة غير مباشرة بسبب الصراع أو العقوبات التي قد تفرضها الدول الغربية على موسكو.
وأوضحت المديرة العامة للصندوق، كريستالينا جورجيفا، خلال فعالية نظمتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن العقوبات ستؤدي حتمًا إلى تعطيل بعض المعاملات المالية وأنشطة النظام المالي، خاصة في حالة فرض عقوبات على روسيا تتعلق بشبكة المعاملات المالية الدولية "سويفت".
كما شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل تراجعاً بنسبة 0.23%، لتصل إلى 1806.20 دولار للأوقية خلال تعاملات اليوم الخميس، وفق بيانات ماركت ووتش للأسواق العالمية.