فتوى الأزهر تحسم الجدل بشأن حديث «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»
تلقت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، سؤال من أحد المواطنين يقول: جدل كبير أثير حول حديث (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، حيث أكد البعض على أنه مقولة وليس حديث، بينما آخرون أكدوا على أنه حديث وليس مقولة، فما صحة هذا الحديث؟ وهل ورد في السنة؟ وما معناه؟.
من جانبها، أجابت اللجنة قائلة:" فإن في الإسلام وحيين: وحي متلو يتعبد الله بتلاوته وهو القرآن الكريم، ووحي غير متلو لا تجز ئ قراءته في الصلاة وهو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكلاهما وحي من الله إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: القرآن وحي بلفظه ومعناه ، والسنة وحي بالمعنى وترك التعبير عن هذا المعنى بلفظ يقوله صلى الله عليه وسلم قال الله العلي المتعال:(والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
وأضافت فتوى الأزهر، أن الحديث الذي معنا من قبيل الوحي بالمعنى إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو يمثل أحد جوانب علاقة السنة بالقرآن إذ أنه يؤكد المعنى الوارد في قول الله عز وجل: (واسجد واقترب)، فالسجود درجته عالية، ومكانته علية سامية إذ يكون العبد فيه دنيا من مولاه، قريبا ممن خلقه فسواه، وقدره فهداه.
وأشارت إلى أنه بخصوص ما جاء في السؤال فإن الحديث رواه أحمد ومسلم وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء)، من ربه أي من رحمة ربه وفضله، وهو ساجد الواو حالية أي أقرب حالاته من الرحمة حال كونه ساجدا، وإنما كان العبد في سجوده أقرب لرحمة وفضل خالقه لأن العبد بقدر ابتعاده نفسه بقدر ما يكون أقرب إلى مولاه، والسجود غاية التواضع والمذلة والانكسار للعلي القهار، والنفس لا ترضى لصاحبها المذلة ولا التواضع بل يعجبها ضد ذلك فإذا سجد العبد فقد ضاد نفسه ، ولم يعطها هواها، وقد بعد عنها، وفي البعد عنها بالسجود قرب واقتراب من الواحد المعبود.
وأشارت إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم: (فأكثروا فيه الدعاء )، أي أكثروا من الدعاء في السجود لأن الإنسان فيه يكون قريبا من مولاه، بعيدًا عن نفسه ومشاغله وأمور دنياه وحالة القرب تجعل دعاءه سريع الإجابة سريع العروج إلى السماء .