فى ذكرى بديع خيرى.. 130 عملًا فى حياة رائد الكتابة المسرحية
تحل علينا اليوم الذكرى 56 لرحيل الكاتب المسرحي والسينمائي بديع خيري رائد الكتابة المسرحية وصاحب المواهب المتعددة والذي قدم تراثًا فنيًا هائلًا يعتبر من علامات المسرح المصري والسينما في بدايتها وفي ثورة تفوقها.
مشوار بديع خيري
الراحل بديع خيري لم يكن مؤلفًا أو كاتبًا مسرحيًا فقط بل كان شاعرًا ومسرحيًا وكاتبًا مميزًا.. كانت المنطقة التي ولد فيها لها تأثيرًا كبيرًا عليه وعلى ثقافته وإلمامه بما يحيط به حيث ولد في حي المغربلين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، كانت بدايته في التعليم من خلال الكتاب ومن خلاله حفظ القرآن الكريم وكتب قصيدة مميزة في سن الثالثة عشرة من عمره وكان المسرح طريقه لتعلم الفنون وأثر حضوره المسرحيات وإجادته للغة العربية من القرآن الكريم على ثقافته الشخصية.
تخرج "خيري" في مدرسة المعلمين العليا وبعدها عمل في هيئة التليفونات لكن الفن كان هدفه والثقافة كانت غايته وكانت مهمته الترجمة من الإنجليزية للعربية والعكس وقت الاحتلال الإنجليزي ولكنه كان مشاغبا في تلك الفترة فتسبب في تعطيل هاتف "واطسن باشا" من أحد كبار الهيئة فتم فصله منها وعمل بعدها مدرسا للغة الإنجليزية.
أعمال بديع خيري
كانت بدايته الفنية فاشلة حين رسب في اختبارات التمثيل فكان يريد أن يصبح ممثلا شهيرا وعبقريا على غرار جورج أبيض وغيره، وبعد فشله في الاختبارات أسس فرقة مسرحية صغيرة ولحسن حظهر كان يقدم مسرحيات على مسرح كان نجيب الريحاني يسكن فوقه فتعرف عليه بعد أن شاهد له مسرحية فسأل الريحاني عن كاتب الرواية التي شاهدها وكان يحتاج لكاتب حتى استعان بخيري وكان يكتب وقتها تحت اسم مستعار واستمر التعاون لفترة طويلة بينهما وكللت المعرفة بمعرفة سيد درويش وتعاون الثلاثي في عدة أعمال.
كان خيري ضليعًا في المسرح المصري وكانت كتابته وجهة للكثير من النجوم وبعد مسيرة فنية كبيرة ترك وراءه 130 عملًا فنيًا منها مسرحيات "الستات مايعرفوش يكدبوا والسكرتير الفني وحسن ومرقص وكوهين وولو كنت حليوة وإلا خمسة وغيرها من المسرحيات".
وكانت له جولات في السينما المصرية الكلاسيكية في مجدها، فكتب القصة والسيناريو للعشرات من الأفلام منها "ليلى بنت الفقراء وغزل البنات ووليلة بنت الأغنياء ولعبة الست وفاطمة وصاحب العمارة ووهدى ولهاليبو والعيش والملح والصبر جميل وشمشون ولبلب وحكم قراقوش وخطف مراتي والستات ما يعرفوش يكدبو و30 يوم في السجن" وكانت آخر أعماله مسرحية الدلوعة التي عرضت بعد وفاته بـ 6 سنوات.