«غنى يا على».. عن على الحجار وملك وبينهما BTS
- سمعت على الحجار؟
- آه.
- على المسرح؟
- لأ.
- يبقى مسمعتوش.
أخيرًا تحققت أمنية قديمة لى وهى سماع على الحجار وجهًا لوجه.. بعد حضور حفلته الأخيرة فى جامعة مصر.. تلاعب بعواطفى كاملة.. أضحكنى وأبكانى.. أدخل فى قلبى السرور، راودتني رغبة الرقص وهو يقول «آدى الزين وآدى الزينة».. ثم ألجمنى بالشجون عندما تحدث عن أحمد الحجار، وغنى مرافقًا لصوته أغنيته «أبويا الحبيب» بعد أن حولتها الأقدار إلى «أخويا الحبيب».
على مدار 3 ساعات من الغناء المتواصل تمنيت ألا يتوقف صوت على الهادر.. شلال من المشاعر والأحاسيس يقذفها فى قلبك دفقة واحدة دون أن تدرى.. حتى عندما أشرف الحفل على الانتهاء وددت أن أقول له: «غنى يا على ولا تتوقف».
صوت «على» بالنسبة لى كان هو السامر الرئيسى لطفولتى.. مكونا أساسيا من وجدانى وروحى.. ألجأ إليه دون وعى مهما كانت حالتى المزاجية.. بالتأكيد فى جعبته ما يناسبنى.. وهو بالفعل لم يخذلنى.
ارتباطى بصوت على الحجار وسماعى له فى البيت والسيارة بشكل مستمر لم يشفع لى عند «ملك»، بنتى ذات الـ12 عامًا، ولم يحرك يومًا الفضول لديها لمشاركتى ما أسمعه حتى لو على سبيل المجاملة.. والحق أنها أحيانًا تشاركنى الحوار بجملة واحدة «وطى الصوت شوية يا بابا مش عارفه أسمع».
أنظر إليها أجد السماعة فى أذنها فى حالة انسجام كامل مع أغانٍ لا تعرف حتى معانيها.. ملك تركت كل ما أنتجته وتنتجه مصر من مواهب غنائية عبر تاريخها ولجأت لفرقة من أقصى شرق الكرة الأرضية فى بلاد لم يكن أبدًا ثمة تلاقٍ ثقافى من أى نوع بيننا وبينها.. هى كوريا الجنوبية.. اللهم إذا اعتبرنا أن سياراتها التى تزأر فى شوارع مصر بماركاتها المختلفة هى نوع من أنواع التلاقى.
مجموعة شباب كوريين «ثلجيى الشكل والمشاعر» كونوا فرقة سموها «BTS» لتقتحم بيتى عبر سماعة تليفون بنتى الصغيرة.. المدهش والمفزع أن ملك army.. وهى كلمة تعنى بالعربية جيش BTS.. لا يسمعون أغانيهم فقط وإنما يتابعون كل سكناتهم وأخبارهم ويحاربون كل من يقترب منهم أو ينتقدهم فى الواقع الافتراضى.
لم أستطع أن أفرض عليها «هى وأخيها الصغير» سماع أغانى «على»، أو حتى على أقل تقدير أجيال أحدث من مطربين ما زالوا قابضين على جمر الموهبة.. لكن بنتى أبت ذلك.. فقط BTS.
هالنى الأمر، لكن عزائى الذى ساقه صديق لى: «احمد ربنا، أنا ولادى حافظين المهرجانات أكتر من اسمهم».. قلت لنفسى: «فترة تجارب وتعدى».. لا بد أن تجرب كل شىء علّها تأتى يومًا وتطلب منى سماع أغانى مسلسل النديم وتسألنى عن معانيها.
«غنى يا على».. حتى تكسر جدار القبح الذى فرضته التكنولوجيا الحديثة بعد أن جعلت أجيالًا بأكملها أسرى لمنتجها الردىء.
«غنى يا على».. على صفحات السوشيال ميديا واخرج LIVE و«غنى فيه».. كلما وجدت فى الوقت فراغًا.
«حارب فى ميدان الخصم».. تكسب نصف المعركة قبل أن تبدأ.. حاربهم بنفس سلاحهم.. لا تستسلم لمواعيد الحفلات هنا وهناك.
«خصمك عتيد يا على».. مدجج بمعدات ثقيلة من اللزوجة والتردى والإسفاف وكل ما هو قبيح.
ملك ورفقاؤها يحتاجون من يقتحم عليهم خلوتهم بشاشاتهم الصغيرة.. مثلما فعل عيال كوريا وعيال المهرجانات.
فقط «غنى يا على».