"الفن مين يعرفه" جديد المؤرخ الفني زكي مصطفي في معرض القاهرة للكتاب
يشارك الكاتب الناقد الفني زكي مصطفي، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بأحدث مؤلفاته، والصادر عن دار إضاءات للنشر والتوزيع. تحت عنوان "الفن مين يعرفه"، وهو الجزء الأول من موسوعة أعدها المؤرخ الفني والكاتب صاحب التاريخ الصحفى الطويل في دنيا الصحافة الفنية قرابة ستون عاما قضاها زكى مصطفي، في عالم الفنون بكل فروعها وخاصة السينما والمسرح والتلفزيون..
حيث تخصص زكى مصطفى منذ بدايته في العمل الصحفى في أخبار عالم الفن وكانت بوابته هو المكان الأقرب لمقر سكنه حيث كان يعيش في باب الخلق امام مديرية القاهرة وكان الشارع الذي يعبر منه يوميا لأي مكان هو أحد أهم شوارع الفن في مصر في حقبة الأربعينات وحتى الستينات "شارع محمد علي" حيث كان يسكنه أهل الفن في بداياتهم حتى يصبحوا مشاهير فتأخذهم الشهرة بمالها بعيدا عنه.
وظل زكى مصطفى مبهورا بهذا الشارع وناسه حتى أنه كان يراسل بعض الصفحات المهتمة بالفن بأخبار الشارع الفنية وصار مع الوقت صديقا لأهل الشارع من فنانين هم نجوم عصرهم: كارم محمود وعبدالعزيز محمود، إسماعيل يس وشكوكو وشفيق جلال وغيرهم من أسماء يصعب حصرها خالدة في تاريخ الفن المصرى
ومن شارع محمد علي إلي شارع آخر أكثر أهمية وهو "عماد الدين" حيث كان السهر مع حفلة غنائية وراقصة ومونولجست يعقبها عرض مسرحي هو خروج الأسرة المصرية وفسحتها. وكانت السينما في مصر تقريبا في كل حي، فكانت قريبة للكبار والصغار وكانت الأفلام تعرض صباحا ومساءا وبتصنيف يحدد السن المقرر لدخول السينما فكان الشاب زكى لا يكف عن متابعة العروض الخاصة التي كانت سببا بمعرفته وقربه لكبار الفنانين أمثال محمود المليجي وزكي رستم واستفان روستي وفريد شوقي ونور الشريف.. وساعدته بداياته المبكرة في الكتابة الفنية من تعرفه على أجيال مختلفة حتى وقت قريب.
وفي كتابه "الفن مين يعرفه"، يستعرض المؤرخ الكبير بعض من ملامح الشخصيات الذي عرفها عن قرب أو سمع عنها ممن عرفوها من الأجيال السابقة له، مثل جورج ابيض ودولت أبيض وعزيز عيد ونجيب الريحانى وبديعة مصابني والأخوين لاما وغيرهم.
المدهش أن أغلب ما كتب عن بعض الفنانين على مواقع مختلفة من الإنترنت مأخوذ من أرشيف خاص بمؤلف الكتاب من جريدة "المساء" وهذا الأرشيف موجود وموثق بمكتبة مؤسسة دار التحرير بجريدة الجمهورية ويعتمد عليه كثير من شباب المهتمين بالتاريخ الفني.
موسوعة "الفن مين يعرفه" هي أقل بكثير مما في جعبة وعقل الكاتب الذي عاش طول عمره مخلصا لكتابته وعمله حتى أنه لم يترك العمل الصحفى والكتابة حتى اليوم وهو على مشارف الثمانين من عمره، فإذا ما جلست معه لدقائق ستندهش من قدرته على سرد حكايات ووقائع عاشها لفنانين نجوم ومغمورين.
الجزء الأول من موسوعة "الفن مين يعرفه" والتي جاءت في ٥٠٠ صفحة من القطع الكبير مصحوبة بصور نادرة، هو الكتاب الثامن للمؤلف حيث صدر له َمن قبل "معبد الحب" عن أم كلثوم و"العندليب" عن عبد الحليم حافظ و"عتاب" عن المطربة السعودية "عتاب" التي جاءت الي مصر باحتراف الغناء في الثمانينات في وقت لم يكن مرحب بعمل المرأة السعودية في الفن.
ثم كتاب أزجال ساخر بعنوان "يا شماَمين يا" ناقش فيه من خلال الأشعار الزجلية الخفيفة مصحوبا برسومات كاريكاتير ظاهرة إدمان الشباب للكوكايين في فترة السبعينات والثمانينات، ثم قدم كتاب الأغاني لـ "زكى مصطفي" وبعده "ورود لا تذبل حكايات من زمن فات" وهو اسم العمود الصحفى الخاص به من سنوات وكان أيضا عن سير الفنانين وعن كتاب الجمهورية مؤخراً صدر له كتاب عن المسيرة المهنية لرفيق مشواره وأستاذه المؤرخ الفني عبدالله أحمد عبدالله الشهير بـ "ميكي ماوس".