الرئيس الإسرائيلى يستعد لزيارة تركيا.. ما هى فرص التقارب؟
يستعد رئيس الدولة الإسرائيلية إسحاق هرتسوغ للقيام بزيارة رسمية إلى تركيا مطلع فبراير المقبل، حيث من المتوقع أن تدشن هذه الزيارة مرحلة جديدة من العلاقات بين الدولتين، بعد فترة توتر امتدت لقرابة عقد، وازدادت خلال السنوات الأخيرة، عقب سحب السفراء من كلا الجانبين في مايو 2018.
تأتي الزيارة بعد عدة تحركات من قبل أنقرة تشير إلى رغبتها في التقرب إلى إسرائيل.. فكيف يمكن تفسير المحاولات التركية؟ وكيف تتعامل إسرائيل معها؟
محاولات للتقارب
تأتي الزيارة بعد فترة من محاولات الجانبين ترسيخ علاقات جديدة على أساس المنفعة والربح المتبادل، وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت استناداً على مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى بأن العلاقات مع تركيا تتجه نحو التحسن، لكن هذه المصادر نفسها أكدت أنه من المتوقع أن تكون هذه العملية بطيئة.
قبل أيام من الإعلان عن الزيارة المُرتقبة، اتصل وزير الخارجية التركي، مبلوط تشوبوشولو، بنظيره الإسرائيلي يائير لابيد من أجل السؤال عن سلامته بعد أن أصيب بكورونا وتعافى منها، هذه كانت المحادثة الأولى بين وزيري الخارجية التي استهدفت بالأساس المجاملة.
منذ بداية ولاية حكومة بينيت- لبيد، أو ربما قبل ذلك، بحث أردوغان عن طرق لتعزيز العلاقات بين الدولتين، حادث اعتقال الزوجين الإسرائيليين نتالي وموردي اوكنين في تركيا في نوفمبر الماضي وفر فرصة لهذا، حيث تحدث "بينيت" في حينه للمرة الأولى مع أردوغان وشكره على تدخله الشخصي في إطلاق سراحهما. وعلى المستوى السياسي كان هناك من قدروا في حينه بأن إطلاق سراحهما الذي نفذ من دون أي شرط لتركيا يمكن أن يشق الطريق أمام تبادل السفراء مرة أخرى، فهناك من اعتبرها بادرة حسن نية من قبل أنقرة.
حذر إسرائيلي
في إسرائيل يتعاملون مع "التقارب البطيء" في العلاقات مع تركيا بحذر شديد، حيث أكد مصدر إسرائيلي رفيع مطلع على التطورات قائلاً: "نحن حذرون"، التخوف الأساسي لدى المسئولين في إسرائيل هو من شخصية الرئيس التركي وإصراره على تأييد الفلسطينيين، وكذلك من محاولته استخدام إسرائيل لتحسين وضع تركيا الاقتصادي وتعزيز قوتها الإقليمية.
من جانبه، علق الدكتور نمرود جورين، رئيس معهد "نتفيم": "الأتراك يعملون الآن على الدفع قدما بالعلاقات مع عدد من دول المنطقة في الوقت نفسه، مضيفاً أن الخطوة المهمة بالنسبة لإسرائيل هي التي تجري مع الإمارات، حيث طرحت أيضا إمكانية مشاريع ثلاثية؛ إسرائيل وتركيا والإمارات، هذا يمكن أن يزيد الفائدة لإسرائيل من تحسين العلاقات مع تركيا ويضمن ألا يكون هناك معارضة من الإمارات لذلك".
على الرغم من ذلك، إلا أن في إسرائيل يريدون ألا يمس التقارب مع تركيا بالعلاقات الدافئة بين إسرائيل واليونان وقبرص على خلفية التوتر بينها، والرغبة في الحفاظ على العلاقات مع اليونان وقبرص قد تعيق نسبياً التقدم مع تركيا، خاصة بعد ان خصص الاتحاد الأوروبي 657 مليون يورو "736 مليون دولار" لمد كابل كهربائي تحت البحر بقدرة 2000 ميغاوات، ومن المقرر أن يربط شبكات الكهرباء في إسرائيل وقبرص واليونان.
توتر طويل
توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل أزداد في العقد الأخير عقب حادث سفينة مرمرة عام 2010، وازداد في مايو 2018، عندما طردت تركيا وأهانت السفير الإسرائيلي احتجاجا على 61 فلسطينيا قتلوا في المواجهة في القطاع، كما غادر السفير التركي إسرائيل على خلفية هذه المواجهة.
السفراء لم تتم إعادتهم منذ ذلك الحين، لكن مستوى العلاقات بين الدولتين لم ينخفض، لذلك، لا توجد أي قيود لإعادة العلاقات من جديد في أي لحظة.