معرض الكتاب يناقش «الثقافة والهوية فى عصر العولمة» (صور)
شهدت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 53، بمشاركة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، ندوة تحت عنوان "الثقافة والهوية في عصر العولمة"، وذلك بحضور الدكتور علي إبراهيم، والدكتور وجيه مبارك، والدكتور محمد عفيفي، والدكتور سلطان فيصل، والدكتور أحمد الكعبي، ويدير الندوة الإعلامي محمد الملا.
وقال أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن أهم ما يميز هذه الندوة هو التشارك البناء بين المجلس ومركز تريندز، فضلًا عن مشاركة نخبة متميرة من أهل الفكر، بهدف التطرق إلى أهم التجديات التي تواجهنا.
ولفت إلى أن الهوية المصرية لا تنفصل دومًا عن الهوية العربية، والتكاتف لا يتحقق إلا بالجهود المخلصة بيننا، مستطردًا: مناقشتنا اليوم لترسيخ هويتنا الثقافية المشتركة.
ومن جهته؛ عبر محمد العلي، رئيس مركز تريندز، عن سعادته بالمشاركة مع مجلس الوزراء ومركز اتخاذ دعم القرار، وتابع: ثمة دعوة مثيرة للهويات الثقافية يرد على هذه الدعاوي التي تنطلق من تدني الوعي، وهذه دعاوي لا بد أن يرد عليها بمفهوم الهوية والثقافة اللتين تشكلان من عملية تأثير وتأثر، وإذا كنا نتفق على غاية الانفتاح.
ولفت إلى أن هناك علاقة بين الثقافة والهوية والثورة المعرفية، وثمة محاور من بينها علاقات وتأثيرات علينا أن نستثمرها في بناء الإنسان.
أوضح محمد الملا: أنه في ظل العولمة وشعارها الرئيسي وهو التقريب بين الشعوب، إلا أنها أدت إلى الانقسامات داخل الشعوب، وعلينا أن نستفيد من ذلك بأخذ الجوانب الإيجابية منها، واستطرد: قدمنا هذه الندوة بتلك المحاور التي نعتقد أنها شملت قضية العولمة، وتعدد الهويات الثقافية الذي يشكل تحديًا ثقافيًا في ظل عولمة السياسة والاقتصاد دون مواجهة أصيلة لمواحهة العديد من الهجمات النافية للآخر، وسنتعرض لقضية المواطنة العالمية دون تقزيم أو تهوين للهويات الإقليمية، ومحور لصياغة أجندة وطنية من خلال تدعيم أهم المواجهات التي تقف ضد سلبية العالمية.
ومن جهته؛ تحدث الدكتور هشام عزمي عن تحديات الثورة الرقمية وما تحمله من تحديات متعلقة بالهوية والثقافة، والتحديات قديمة كل ما شهدته الإنسانية من اختراعات وابتكارات حديثة تسبقها مخاوف، وذلك حدث مع التلغراف والتليفزيون وغيرها.
ولفت هشام عزَمي إلى أن الدكتور تبيل علي قدم عبر أحد كتبه تلك المخاوف التي تنحصر في النهايات البعديات والمتفيات، نهايات المدرسة والمكتبة وغيرها، وتابع: المخاوف موجودة منذ قديم الأزل، نحن نعيش في عصر رقمي بلا جدال، وكل ما يحيط بنا يشير إلى أننا نتأخر أمام كل التقدم الجاري.
وأضاف أن الثورة الرقمية لم تأت فجأة، فقد بدأت بالحاسبات والإنترنت، والمالتي ميديا ومن بعدها دخول الويب، وفي ٢٠٠٤ ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، و٢٠٢١ الميتافيرس، هي موجات رقمية متلاحقة ومبنية على ما هو كائن وهي ابتكارات إصلاحية وليست رديكالية، مؤكدًا أن الهوية الثقافية هي نتاج تعامل الفرد وتأثره بما يدور حوله في المجتمع، وهذا يختلف عن الهوية الذاتية.
وقال جمعة مبارك الجنيبي: عشت أعمل سفيرًا لدولة الإمارات وحديثي عن المواطنة العالمية التي انتشرت في المستوي التعليمي، ويعبر عن ثقافة الانفتاح الفكري في مختلف أنحاء العالم، وهناك تعريفات عديدة لمفهوم المواطنة العالمية، فالمواطنة الإيحابية داخل مجتمع ما تسعى إلى تحقيق المواطنة العالمية.
وأوضح أنه في دولة الإمارات تمثل نموذجًا للدول للمواطنة الحقيقية وصولًا للمواطنه العالمية، فقد تعمل على تعزيز المواطنة في الداخل لتكون نموذجًا خلاقًا يجب أن يحتذى بها.
جاءت مشاركة الدكتور محمد عفيفي تحت عنوان "الهوية ومتغيرات التاريخ" مشيرًا إلى أن الهوية هي عامل متغير، وشيء إيجابي في العموم.
وتابع أن النموذج الأوروبي بدءًا من الحرب العالمية الأولى والتي كان سبب فيها ألمانيا وفرنسا، والأولى احتلت الأخيرة أكثر من مرة، ونتيجة التحولات الكبرى التي حدثت نتج تغييرات سباسية نتج عنها الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن هناك هوية غذائية يمكن للإنسان على مر التاريخ أن يغير بعض الأشياء التي ينظر إليها بصعوبة مثل الأديان، وهذا حدث في مصر على مدار تاريخها، أما الهوية الغذائية في مصر لن تتغير.
واختتم كلامه قائلًا: ليس لدي تخوف على الهوية المصرية والعربية، آملًا في التركيز على الهوية الثقافية.
ومن جهته؛ قال حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد: قال جوبلز "أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطك شعبًا بلا وعي"، وأعتقد أن الثقافة هي ضمير الشعوب والأمم، ومن واقع تجربتنا في الإمارات لدينا التعدد الثقافي أمر واقع، وأن الهوية الوطنية الإماراتية قائمة.
وأضاف: في ٢٠١٧ عام الشيخ زايد الذي يعد جزءًا رئيسيًا من شخصية وهوية الإمارات الوطنية ولعب الإعلام دورًا مهمًا في التركيز على قصص النجاح، وهناك العديد من الأمثلة التي تذهب إلى ترسيخ الهوية الوطنية الإماراتية، وشكل الإعلام وحدة واحدة للتذكير برواد الوطن.
وانطلقت النسخة الثالثة والخمسون من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الأربعاء 26 يناير، فيما فتح الحدث الثقافي الدولي أبوابه للجمهور الخميس 27 يناير وتستمر الفعاليات حتى السابع من فبراير.
وتأتي النسخة الأحدث من معرض القاهرة للكتاب تحت شعار «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل»، وتحل اليونان ضيف شرف الدورة.
واختارت إدارة المعرض، الكاتب يحيى حقي «شخصية المعرض»، والكاتب عبدالتواب يوسف «شخصية معرض كتاب الأطفال».