بعد زيارة تبون..
قوة ومتانة.. محطات هامة فى العلاقات «المصرية ـ الجزائرية»
مرت العلاقات المصرية الجزائرية بالعديد من المحطات والمراحل، كان الترابط والقوة هو السمة الأساسية فيها، إذا يحاول الطرفان منذ سنوات توطيد تلك العلاقة من خلال الاتفاقيات والمشاركات الدائمة في كل المجالات وتعزيز وتيرة التصدير والاستيراد.
ومؤخرًا شهدت تلك العلاقات زيادة في الترابط والقوة والكثير من اللقاءات التي أجراها الطرفان من أجل بحث سبل التعاون وزيادة وتيرة العلاقات المتبادلة بينهم، سواء على المستوى التجاري أو الصناعي وغيرهما.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بزيارة أخيه الرئيس تبون ضيفًا عزيزًا على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات المتلاحقة، معربًا عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدورى والمكثف بين مصر والجزائر حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجى الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربى والإفريقى فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة فى الوقت الراهن.
وهناك دلائل بالفعل على قوة وترابط العلاقات المصرية ـ الجزائرية، وتدل الأرقام والبيانات الرسمية أيضًا على ذلك، ويرصد "الدستور" محطات في تلك العلاقات تدل على قوتها واستمراريتها إلى الآن على مدار السنوات الماضية.
تاريخيًا تعتبر العلاقات المصرية الجزائرية راسخة، حيث كانت الجزائر أولى الدول التي دعمت مصر خلال حروبها والعكس، حيث كانت مصر أولى الدول التي دعمت الجزائر خلال الثورة الشعبية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وكان ذلك في العام ١٩٥٤، وجاء دور الجزائر في المساندة خلال العدوان الثلاثي على مصر بعد عامين حيث وجهت لها كل الدعم والمساندة.
وكذلك كان دور الجزائر حاضرًا خلال حرب ٦٧ التي تسمى النكسة وظل الدعم مستمرًا حتى حرب أكتوبر ٧٣ والتي شهدت مشاركة قوية للقوات الجزائرية، حيث ابتاعت الجزائر طائرات وأسلحة وتم إرسالها إلى مصر من أجل الوقوف ضد إسرائيل في تلك الحرب وقتها.
وسياسيًا تتبادل مصر والجزائر الزيارات الدائمة من أجل بحث أوجه التعاون المشترك، كان آخرها خلال العام ٢٠٢٠، حين زار وزير الخارجية سامح شكري الجزائر للمشاركة في مؤتمر "دول الجوار الليبي"، وأكد شكري حرص مصر على دعم أمن ليبيا، وذلك من منطلق الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق ودول جواره ومنها مصر.
وشهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الليبية، حيث توافق الرئيسان على ضرورة تكثيف التنسيق في هذا الصدد، بالنظر إلى أن مصر والجزائر دولتا جوار مباشر عبر حدود ممتدة مع ليبيا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن العلاقات المصرية الجزائرية وطيدة للغاية، فقد زادت مصر من صادراتها البترولية للجزائر بنسبة ١٠٪ خلال النصف الأول من العام ٢٠٢١، كما زادت الصادرات المصرية بنسبة 19.4% لتصل إلى 317.7 مليون دولار بعد أن كانت 265 مليون دولار بحسب تقرير أعده مكتب التمثيل التجاري بسفارة مصر بالجزائر.
كما أن حجم التبادل التجاري بينهما زاد في تلك الفترة بنسبة بلغت ١٥.٤٪ بموجب ٣٩٢.٧ مليون دولار، أما الواردات فزادت بنسبة ٤٢٠.٨٪.