«إحياء البتلو».. طفرة الإنتاج الحيواني في مصر بقروض ميسرة
من أجل المساهمة في مساعدة صغار المربين والمنتجين، وبهدف تنمية الثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي الحيواني في مصر تم المضي قدمًا في مشروع إحياء البتلو، والذي يأتي في إطار الاهتمام الكبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوفير البروتين والأمن الغذائي للمواطنين.
وتأتي فكرة مشروع البتلو بتقديم قروض مُيسرة لصغار المربين لشراءعدد رؤؤوس من المواشي والاستفادة منهم، لتحقيق عدة منافع للمربي وللسوق المحلي الذي سيتوافر فيه إنتاج المشروع من اللحوم الحمراء، وبالتالي يعود ذلك بالنفع على المواطن الذي ستُطرح له اللحوم الحمراء بأسعار مناسبة.
وحسب وزارة الزراعة، فإن إجمالي ما تم تمويله لإعادة إحياء المشروع القومي للبتلو حتى الآن أكثر من 6,4 مليار جنية لحوالى 38700 مستفيد، لتربية وتسمين ما يزيد عن 430 ألف رأس ماشية محلية ومستوردة كما تم توفير ومنح قرض بفائدة 5% للمربين بغرض شراء رؤوس مواشى بغرض التسمين والعلائق اللازمة لتسمينها ( أبقار أو جاموس) من خلال فروع البنك الزراعي المصري بكافة محافظات الجمهورية.
بجانب ذلك، يتم تنفيذ حملات لتطبيق القرار الوزارى رقم 72 لسنة 2017 بحظر ذبح عجول الأبقار والجاموس قبل وزن 400 كيلو جرام ليعطى نسبة تصافى تصل إلى 60%تصل لـ 250 كيلو جرام لحوم حمراء.
ومشروع البتلو بدأ تنفيذه فى عام 1983 بـ15 ألف رأس عجل بتلو وبعد مرور 7 سنوات وصل العدد إلى 275 ألف رأس حتى اقتربنا من تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم لكن فى منتصف عام 1990 توقف المشروع فجأة مما تسبب فى احداث فجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
ويُحدد مشروع البتلو الفئات التي يمكنها الاقتراض والتي لا تزيد مدة القرض فيها عن عام إلى عدة فئات تسليفية للرأس الواحدة وبحد أقصي 7500 جنيه أى يتم تمويل بنسبة 75% من قيمة الشراء للرأس الواحدة بجانب 5 آلاف جنيه للرأس لتمويل الأعلاف والأمصال ويُعد بين هذه الفئات.
وفي تصريح له أعلن محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة أن مشروع البتلو يستهدف توفير فرص العمل للشباب العاطل والمرأة الريفية، وتوفير مصدر دخل ثابت، مما يؤدي إلى نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي، مؤكدًا أن مشروع البتلو هدفه زيادة رؤوس الماشية والألبان إلى جانب توفير فرص العمل.
في هذا الإطار أعلنت وزارة الزراعة أنه تم تحقيق نسبة 54.7% من الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء حيث تستهلك مصر سنوياً حوالي 950 ألف طن لحوم تنتج منها حوالي 520 ألف طن وساهم مشروع البتلو بحوالي 50 ألف طن من هذه الكمية وهناك حوالي 430 ألف طن لحوم حمراء يتم استيرادها من الخارج مابين عجول حية بغرض الذبيح ولحوم مجمدة.
وكان قد كشف تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة، أن هناك تراجعا فى مؤشر استيراد العجول الحية من الخارج، عن المعدل المسجل فى خطته لعام 2020، لتهيئة الفرصة للمربى المصرى كى يحقق الربحية من المشروع القومى لتربية البتلو.
في السياق، أوضح الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة لـ"الدستور"، أن إنتاج مصر من اللحوم الحمراء ارتفع عما توقعه الخبراء بمطلع عام 2020، إذ كان مُتوقعًا أن تُنتج 52 بالمئة من احتياجها للحوم الحمراء، ولكنه وصل إلى نسبة 58 بالمئة، وذلك على الرغم مما شهده ذلك العام من معوقات إنتاجية على رأسها انتشار جائحة "كورونا"، ولعل هذه النتيجة بفضل ما حققه مشروع البتلو.
وتابع سليمان أن المشروع يحافظ على الثروة الحيوانية من الإهدار مشيرًا إلى أنه يتسبب في إنتاج من 4 إلى 5 أضعاف عدد الرؤوس خارج المشروع، وهذا بسبب قرارات الدولة بمنع ذبح أي رأس يقل وزنها عن 400 كيلو جرام على الأقل.
وأضاف أن المشروع القومي لإحياء البتلو ساهم في توفير فرص العمل للشباب والسيدات وصغار المربين، وذلك بالتوازي مع أهداف مبادرة حياة كريمة التي تسعى إلى ذات الأهداف.
وأكد رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة في مصر أن من بين مزايا مشروع إحياء البتلو كذلك هو استيراد أصناف من البتلو مُحسنة وراثيًا و سريعة النمو وتوزيعها على صغار المربين، وهي تنتج أضعاف مضاعفة من الحيوانات المحلية مما تمثل معه يمة مُضافة جديدة للمربي المصري.