القوات الخاصة الأمريكية تتدرب على «حروب العصابات» خارج أراضيها
يعتزم الجيش الأمريكي تنظيم تدريبات غير اعتيادية على مدى اسبوعين اعتباراً من الثالث والعشرين من يناير الجاري؛ لتدريب وحدات القوات الخاصة على مهارات "حروب العصابات" وكيفية التغلب على عدو يتفوق عددياً ويستخدم تكتيكات حرب العصابات.
وكتبت مجلة (ميليتري ووتش) الأمريكية، أن التدريبات، التي ستنطلق تحت شعار تدريبات القوات الخاصة المعروفة بـ"روبين ساج" ستجرى في ولاية (نورث كارولينا) لمحاكاة عملية إقحام قوات خاصة داخل دولة "مضطربة سياسياً" بهدف السعي إلى إطاحة حكومة غير شرعية فيها.
وسيتدرب المشاركون في المناورات على كيفية التحرك بالتعاون مع قوات محلية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذ مهام استطلاعية وشن غارات وتنفيذ مداهمات.
وذكرت المجلة أن طبيعة تلك المناورات لا تندرج ضمن العمليات الخيالية أو المتصورة، إذ أن الولايات المتحدة سبق لها القيام بنشر قوات خاصة لدعم متمردين ومحاربين ضد حكومات تعتقد واشنطن أنها غير شرعية مثلما حدث مع العراق في تسعينيات القرن الماضي وفي العقد الأول من الألفية الحالية، ومع إندونيسيا في الستينيات، والصين في الخمسينيات من القرن الماضي، إضافة إلى أمثلة أخرى كثيرة.
ولعل من أكثر النماذج المعاصرة لتلك المشاركات ما يحدث في شمالي سوريا، التي شاركت فيها القوات الخاصة الأمريكية بالتعاون مع ميليشيات وقوات محلية مناهضة للحكومة السورية، فضلاً عن الإشراف على عمليات الاستيلاء الكثيف على النفط السوري المباع للخارج، من أجل حرمان الحكومة السورية من إيراداته وتمويل العمليات ضد دمشق.
وتشير المجلة المعنية بالشؤون العسكرية إلى أن الحكومات التي يعتقد أنها غير مشروعة، من وجهة نظر الولايات المتحدة، تأتي ضمن دول قليلة يندر فيها وجود عناصر وأصول عسكرية أمريكية على أراضيها ويقود التعاون مع المناهضين للحكومات غير المشروعة إلى توسيع الحضور العسكري الأمريكي في تلك المناطق، وتتضمن الأمثلة الواضحة على ذلك كلا من العراق وليبيا وإندونيسيا والسودان وغيرها وفي الوقت نفسه ساهمت تصريحات المسؤولين الأمريكيين في السنوات الأخيرة في إضفاء وصف الأنظمة "غير المشروعة" على فنزويلا وكوريا الشمالية وإيران وميانمار (بورما سابقا) ونيكاراجوا.
وفي ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جرى توصيف الصين بنفس الصفة؛ لاسيما بعدما تسلم مايك بومبيو زمام القيادة لوزارة الخارجية، حسب تأكيد "ميليتري ووتش، التي تابعت قائلة إن توجيه الدعم لعمليات غير منتظمة ضد دول خارج نطاق نفوذ الولايات المتحدة كان من الأمور الشائع حدوثها طيلة عقود، لكن مناورات "روبين ساج" لتدريب القوات الخاصة وزيادة قدراتها باتت مطلباً واضحاً ولاسيما بعد حوادث عدة في تدريبات سابقة تسببت في مقتل عناصر وأفراد أثناء تلك المناورات.