«ثقافة السويس» تناقش تأثير الفلسفة على المنتج الأدبي
في إطار استراتيجية وزارة الثقافة برئاسة الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، بفرع ثقافة السويس التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل محمد مجموعة متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية والخطط التوعوية لإثراء الفكر الثقافي لدى الشباب، ومواجهة الأفكار الهدامة وتصحيح المسار الثقافي لدفع عجلة الحراك الثقافي للحاق بالركب الحضاري والدول المتقدمة. أقام نادي أدب قصر ثقافة السويس برئاسة هويدا طلعت أحد فعالياته بمحاضرة بعنوان (تأثير الفلسفة على المنتج الأدبي).
حاضر الندوة الأديب عادل أبو عويشة، وأدار اللقاء الأديب مجدي متولي، ثم أعقبها أمسية شعرية كبيرة لكوكبة من شعراء السويس، أدارها الشاعر عبد الحميد حسن.
ناقشت المحاصرة كيفية ارتباط الفلسفة و بمجالات فكرية متعددة من ضمنها مجال الأدب، رغم الاختلاف الكبير بين المجالين من حيث اللغة والهدف ومجال الرؤى هناك سمات مشتركة تجمع بين هذين العالمين أهمها البحث عن الوجود وماهيته، والذات وسبر أغوارها، وفي مدى ارتباطها بالكون وبأحداث عصرها المتغير.
برزت مفاهيم عميقة تدرس علاقة الفن والفلسفة والمجتمع و تحاول الربط بين التجربة الأدبية الإبداعية والفلسفة كمجالين معرفيين بامتياز.
واستعرض المحاضر إشكالية العلاقة بين هذين المجالين المعرفيين قديمة قدم بدايات التفكير الإنساني وإدراك الفكر قضايا الوعي بالذات والعالم الفلسفة باعتبارها بحثا عن الحقيقة تتوسل باللغة والأدب يبني عالمه على اللغة أيضا.
وأشار أبو عويشة إلى أن اللغة هي القاسم المشترك بين المجالين ولكن ليست اللغة فقط وإنما هناك علاقة أخرى تجمع بينهما وهي علاقة معرفية فما تتوصل إليه الفلسفة يجسّده الأدب بأجناسه المختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرح، وتعود فكرة التضاد بين الفلسفة والأدب إلى عهد الإغريق حيث رفض الفيلسوف أفلاطون وجود الفن والشعر والشعراء في مدينته بحجة أن الفن عموما والشعر خصوصا يقومان على مفهوم المحاكاة واتخذ مفهوم المحاكاة مفهوما دونيا لأنه يحاكي العالم الحسّي والشعر عنده إيهام بالحقيقة، بينما الفلسفة ترتبط بالعلم أي بالحقيقة فأخذ مفهوم الأدب مفهوما دونيا قياسا على هذا المفهوم الذي بقي تأثيره في الفكر الإنساني لفترة زمنية طويلة.