أحمد رامى.. شاعر الشباب الذى أفلس بسبب الشعر واستقبل الوحى بالأتوبيس
تعد حياة الشاعر أحمد رامي أحد كبار شعرائنا المصريين رغم أصوله التركية حافلة بالمفارقات، منها شعوره بالغبن رغم أن رصيده الغنائي فقط لسيدة الغناء العربى أم كلثوم 300 أغنية، إلا أنه تعرض للإفلاس فى فترات طويلة وممتدة بحياته دفعته أن يقبل ببيع قصائده بسعر 20 جنيهًا للقصيدة الواحدة، بحسب حوار نشر معه بمجلة "الكواكب"، إنه الشاعر أحمد رامي.
وعن أجر قصائده التي غنتها أم كلثوم، قال «رامي» إن أجره رمزي، ويكفيه أن يستمع لقصائده أول مرة من أم كلثوم لأنه لا يقرأ قصائده بعد كتابتها، حيث يعطيها لأم كلثوم لتغنيها ويستمع إليها منها.
علاقة «رامي» بسيدة الغناء العربى استمرت 48 عامًا منذ أن تعرف عليها عام 1924، حتى توقفها عن الغناء بعد تقديم أغنية "ليلة حب" التي تعد آخر ما غنّته في 17 نوفمبر 1972م بسبب مرضها، وتعد علاقة رامي بسيدة الغناء العربي محورية وصلت حد الإعجاب والحب بالفتاة الريفية للدرجة التى جعلت رامي لم يترك أي حفلة لها فدائمًا ما كان يجلس في كل حفلاتها في الصف الأول يستمع إلي الست.
وعن أول لقاء بأم كلثوم يروى تفاصيله فى حواره لمجلة «الكواكب»، مشيرًا إلى أنه قام بإملاء قصيدته «الصب تفضحه عيونه» على الشيخ أبو العلا الذى كان من المفترض أن يغنيها ويقدمها لولا مرضه الذي منعه من الغناء وتقديمها لأم كلثوم التي قامت بغنائها في حفلة بحديقة الأزبكية فى شهر يوليو 1924، وهي القصيدة التي طلب من «الست» أن تغنيها له وغنتها له من وقتها.
وعن كيف ومتى يستقبل رامي الوحي؟ قال: «أستقبل الوحي فى كل مكان، في رحلتي بالأتوبيس إلى دار الكتب، لافتا إلى أنه يقوم بتأليف الأغاني وهو بالطريق وفي كل مكان".
أحمد رامي «القاهرة، 1892 - القاهرة، 5 يونيو 1981»، شاعر مصري من أصل تركي فجده لأبيه الأميرلاي العثماني حسين بك الكريتلي.
ولد عام 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة، درس في مدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914 سافر إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية وحصل على شهادة في المكتبات والوثائق من جامعة السوربون.
درس في فرنسا اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية وساعده في ترجمة «رباعيات عمر الخيام».
عُيِّن أمين مكتبة دار الكتب المصرية كما حصل على التقنيات الحديثة في فرنسا في تنظيم دار الكتب، ثم عمل أمين مكتبة في عصبة الأمم عاد إلى مصر عام 1945.
وعين مستشارًا للإذاعة المصرية، حيث عمل فيها لمدة ثلاث سنوات ثم عُيِّن نائباً لرئيس دار الكتب المصرية.
وقد لقُب بشاعر الشباب.