«عودة الروح».. قصة رواية أثرت في وجدان الزعيم «جمال عبدالناصر»
تحل اليوم الذكرى الـ104، لميلاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذي ولد يوم 15 يناير 1918م ، وكان "ناصر" ثاني رؤساء مصر بعد تحولها من الملكية إلى الجمهورية في أعقاب ثورة 1952.
كان الرئيس جمال عبدالناصر أحد أكثر حكام مصر قربًا للمشهد الثقافي المصري، وما يدور فيه، وليس غريبًا على أحد في الوسط الثقافي والأدبي تصريحات الرئيس بأن رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم كان لها أثر كبير في حياته وتشكيل وجدانه.
علاقة "عبدالناصر" و"توفيق الحكيم"، كانت قوية وطيدة، وتشهد على قدر من المحبة والاحترام المتبادل من قبل الرئيس للكاتب والعكس، فالأول يعرف قدر الحكيم ويرى فيه أول من شكل وجدانه، والأخير كان يرى فيه البطل المخلص من فساد الملكية، وهناك العديد من الكتبات التي تشير إلى هذه العلاقة.
وكان آخر المقالات التى كتبتها "الحكيم"، بعد رحيل عبدالناصر جاء فيه "اغفر لي يا سيدي الرئيس فيداي ترتعشان وأنا أكتب عنك" وطالب بالاكتتاب لإقامة تمثال لجمال عبدالناصر يوضع فوق القاعدة الضخمة التي كانت موجودة في ميدان التحرير والتى كان يستعد الملك فاروق لوضع تمثالًا لأبيه فؤاد الأول فوقها.
لم يمر وقت طويل وكتب الحكيم "عودة الوعي"، الكتاب الذي وصفه البعض بالسقطة السياسية، ومن ثم واجه بكتاب لمحمد عودة تحت عنوان " الوعي المفقود" والذي حلل فيه عودة شخصية توفيق الحكيم وموقفه من القضايا الاجتماعية والسياسية واتخاذه دائماً موقفاً لا يطاوله فيه أحد، وأنه لو أراد أن ينتقد أو يوجه لأمكنه ذلك، لكنه لم يفعل وآثر السلامة الذاتية وهذا يتفق مع طبيعته الشخصية والأدبية وهي مركبات تبعده عن فهم معنى الثورة.
بطبيعة الحال رغم الخلاف الشديد بين عبدالناصر وكل مناضلي اليسار، ورغم انتقادهم لسياساته في حياته، ورغم دفعهم لثمن ذلك بالاعتقال والسجن والمنع والحجب إلا أن الأغلبية العظمي من كتاب مصر ومثقفيها عبروا عن حزنهم وافتقادهم لعبدالناصر.