منها «أنا والعذاب وهواك».. تعرف على تفاصيل ثلاث أغنيات ولدت بالصدفة
هناك موقف ما أو إشارة لتولد الأغنية من رحم الصدفة، ومن هذه الأغاني أغنيات "أنا والعذاب وهواك" لمحمد عبد الوهاب، وأغنية ليه خلتني أحبك لـ"ليلى مراد، وأغنية "أنا وانت لوحدنا" لفريد الأطرش.
أغنية "أنا والعذاب وهواك"
وفي تقرير نشرته مجلة "الكواكب" جاء فيه أن ذلك كان على بلاج الإسكندرية حينها كان عبد المنعم السباعي يقضي هناك إجازة الأسبوع حيث التقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي دعاه إلى تناول الغداء في بيته على شاطئ جليم، وعلى الرغم من الصداقة التي ربطت بينهما من قبل ولكن عبد الوهاب لم يكن يعرف أن السباعي من شعراء الأغاني.
وانطلق الراديو في تلك اللحظة يعلن عن تقديم أغنية "ياللي الهوى خالك"، التي ألفها عبد المنعم السباعي ولحنها محمد الموجي وغناها عبد الحليم حافظ، وبدت الدهشة على ملامح عبد الوهاب وهو يستمع إلى اسم عبد المنعم السباعي كمؤلف للأغنية وسأله: "عبد المنعم السباعي مين؟"، وفي خجل قال السباعي:" أنا"، وعدا عبد الوهاب ليقول في دهشة: "مش معقول.. إنت بتألف أغاني؟"، وبنفس اللهجة قال عبد المنعم السباعي:" أحيانا".
وتوقف عبد الوهاب عن تناول الطعام وأخد ينصت للأغنية، حتى انتهت الأغنية تماما، وعاد عبد الوهاب يوجه حديثه لعبد المنعم السباعي: "طيب يا أخي ما عندكش حاجة من النوع ده عشاني؟"، وكان السباعي في هذه اللحظة يضع في جيبه ورقة صغيرة كتب فيها مطلع أغنية جديدة وظل يتظر مخيلته طوال وجوده في الاسكندرية حتى يكملها، وكان المطلع يقول..
«أنا والعذاب وهواك... عايشين لبعضينا
آخرتها إيه وياك... ياللي انت ناسينا».
وعندما قرأ «عبد الوهاب» هذا المطلع طلب من «السباعي» أن يكمل الأغنية، ولكن السباعي اضطر للعودة إلى القاهرة في اليوم التالي دون أن يكملها، ودار في رأسه الخوف من أن يكون عبد الوهاب قد أبدى إعجابه فعلا بمطلع الأغنية من قبيل المجاملة، ولكن عبد الوهاب اتصل به من الإسكندرية بالتليفون مرتين ليسأله عن الأغنية.
وعاد عبد الوهاب إلى القاهرة بعد ذلك بأسبوع وفي رأسه لحن أنا والعذاب وهواك، وطلب عبد المنعم السباعي تليفونيا وأسمعه اللحن عن طريق التليفون، واعترف السباعي بينه وبين نفسه بأن اللحن طمش بطال"، فلما استمع إليه لأول مرة مسجلا أصيب بذهول شديد، وعندما أفاق من ذهوله طبع قبلة على جهاز الراديو.
أغنية "أنا وانت لوحدنا" لـ فريد الأطرش
أما عن حكاية الأغنية فقد كان فريد الأطرش على أهبة الاستعداد للسفر إلى أوروبا للمصيف، للاستشفاء، عندما ذهب إليه أحد الصحفيين لزيارته، وبالصدفة البحتة أخرج الصحفي منديلًا من جيبه دون أن ينتبه للورقة التي علقت بالمنديل وسقطت على الأرض، ولمح فؤاد الأطرش شقيق فريد الورقة، وقرأ ما فيها اعتقادًا أنها سقطت من أخيه ووجد فيها أغنية، وقدم فؤاد الورقة لفريد قائلًا:" فيه غنوة الظاهر أنها وقعت من جيبك"، وأمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأ بصوت مرتفع وهو في دهشة من الأمر.
وسأله الصحفي:" هل أعجبتك الأغنية، فقال فريد:" أيوة.. جايز تنفع"، وانتهى الأمر عند هذا الحد، ويكمل فريد القصة بقوله:"سافرت إلى فرنسا وحرصت على أن أحمل معي أغاني فيلم "عهد الهوى"، لأتسلى بتلحينها حتى أعود إلى مصر استعدادًا لتصوير الفيلم، وهناك بحثت عن أغاني الفيلم في حقيبتي فلم أعثر لها على أثر، ووجدت بدلًا منها مظروفًا يحتوي على أغاني ليس لها علاقة بالفيلم، ومددت يدي داخل المظروف وسحبت واحدة منها، ثم أمسكت بالعود وبدأت أدندن، ووجدت أنا أغنية صديقي الصحفي التي كنت قد نسيتها تمامًا، وكدت أعيدها إلى مكانها، لولا أنني وجدت نفسي أنساق مع اللحن الذي ألهمتني إياه الكلمات للوهلة الأولى".
«النسمة تمر عليك... تنقل لك شوقي إليك
وتقول مكتوب في عينيك... إن إحنا لبعضنا
وياريتهم زينا».
يكمل فريد الأطرش: «عدت إلى مصر ضممت الأغنية إلى أغنيات فيلمي الجديد».
أغنية "ليه خلتني أحبك"
أما عن كيف ولدت أغنية "ليه خلتني أحبك" فقد كان هناك شعراء في سهرة ببيت كمال الطويل، وكان من بينهم مأمون الشناوي.
وأراد الشناوي أن ينصرف مبكرا واعتذر بأنه على موعد، ولكن كمال الطويل تشبث به ومنعه من الانصراف، وحاول مأمون أن يعترض ولكن كمال قال له: «إنت ياخي تقلان ليه؟، أكمني بحبك يعني؟.، فرد عليه مأمون الشناوي:" وهو ذنبي إنك تحبني يا أخي؟، فقال له الطويل:" طبعا ذنبك.. انت اصلك تتحب يا مأمون، ليه خلتني أحبك يا أخي؟، وكان الحديث آلي جدا وليس به أي تعمد، للحد الذي كان يدور بين الاثنين في دعابة ومرح، ولكن مأمون قال له: والله ده ينفع مطلع أغنية.
وحبذ كمال الطويل الفكرة وعرض على مأمون أن يكمل بقية مطلع الأغنية، ومن هنا ولجت الأغنية التي سجلتها ليلى مراد وكان مطلعها:
«ليه خلتني أحبك
لا تلومني ولا أعاتبك
فين تهرب من ذنبك
روح منك لله».