حكاية صورة.. محمد خان يتنبأ بمستقبل واعد لمدير التصوير كمال عبد العزيز
نشر مدير التصوير السينمائي، والرئيس الأسبق للمركز القومي للسينما، كمال عبد العزيز، صورة نادرة لخطاب يتنبأ فيه المخرج الراحل محمد خان، أحد رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية بمستقبل باهر له في السينما.
وعن الخطاب قال الفنان كمال عبد العزيز: “خطاب الفنان محمد خان وكيف كان يرى مستقبلي وأصبح فيلم “عيد ميلاد رمزي”، هو عيد ميلادي الفني، وتغير اسم الفيلم ليصبح “سوبر ماركت”، أول أعمالي مع جائزة أحسن تصوير وبداية مشوار طويل.. الله يرحمك ويحسن إليك يا أستاذ خان”.
يقول المخرج محمد خان في رسالته المؤرخة بتاريخ 27 أبريل 1989: ”عزيزي خميس.. تحية وبعد... للأسف لم نلتقي في باريس.. بلغت رسالتك للأستاذ صلاح أبو سيف عقب عودتي.. قمت بتصوير فيلم قصير عقب عودتي مباشرة.. ملحق بعض التفاصيل عنه.. وأخيرا النور الأخضر بدأ يضاء بالنسبة لمشروع “عيد ميلاد رمزي”، الذي أتوقع بداية التصوير يوم 20/ 5/ 1989 بطولة: نجلاء فتحي وممدوح عبد العليم. الفيلم سيكون إنتاجي بتعاون الجميع، سواء أجور أو مستثمرين في الفيلم.
سيقوم بتصوير الفيلم "كمال عبد العزيز" وهو مصور جديد خريج معهد السينما منذ عدة سنوات.. عمل مساعد في أفلام كثيرة .. وقام بتصوير فيلم مؤمن سميحي عن السينما المصرية (بترشيح مني ومن خيري بشارة)، وقام بتصوير فيلمي القصير السباقات الطويلة وسيكون “عيد ميلاد رمزي” بإذن الله أول فيلم روائي له كمدير تصوير وفي رأيي سيكون مكسب كبير للسينما المصرية، مثلما قدمت من قبل طارق التلمساني في “خرج ولم يعد” كأول فيلم روائي له حينذاك.
تستعد لــ”كان” هذا العام.. أقيم ليلة أمس مناقشة لرسالة مدحت محفوظ ”المدينة في أفلام محمد خان”، وحضرها سمير فريد وأنسي أبو سيف، سأحاول تصوير نسخة من الرسالة لك، تحياتي وسلاماتي لــ إبراهيم العريس، ولعلنا نتقابل قريبا إن شاء الله ــ لعلك استقريت الآن في منزلك الجديد. أخوك محمد خان.
ــ صرخة الطبقة المتوسطة في “سوبر ماركت”.
يتناول فيلم “سوبر ماركت”، من إخراج محمد خان وتصوير كمال عبد العزيز، أحوال الطبقة المتوسطة التى تآكلت مع سياسات الانفتاح الاقتصادى، فكأن خان يصرخ متمردا عليها من خلال عبارة ممدوح عبدالعليم إلى الطبيب الانفتاحى الذي حول مهنة الرحمة إلى استثمار لا يقدر عليه إلا السادة من طبقة الـ 2% "ممكن أتنازل أخلاقيا وأشيلّك الشنطة، بس مش مستعد أجيبلك عصافير"، كانت صرخة خان التى لم يلتفت إليها أحد عن الحياة والوطن اللذين تحولوا إلى مجرد سوبر ماركت استهلاكي بقوانين السوق لا مكان فيه لأخلاق أو مبادئ سوى القيمة والملكية.
تلك القيم الاستهلاكية التي حولت الإنسان إلى آلة تجرى طوال الوقت لتحصيل سلع زائفة، ضغطت روحه وأصابته بالتبلد وضعته فى قوالب مصمتة بلا روح تصبو إلى الجمال وتتعاطى معه، وهى الفكرة التى كان قد بدأها فى فيلمه "خرج ولم يعد" سنجد (عطية) موظف الأرشيف العاطل عن أى موهبة ضغطته حياة المدينة اللاهثة فلم تعد لديه القدرة على، حتى، ملاحظة الجمال الذي يكتنف حياة “كمال بيه” واستغرق منه الأمر طويلا حتى يستمع لصوت الكروان ويقلع عن صوت عدوية.
أما مدير التصوير كمال عبد العزيز، من مواليد طنطا 1954 . فاز بجائزة تصوير العمل الأول من جمعية الفيلم عن “سوبر ماركت”.عمل كمصور فوتوغرافي محترف من من 1974 ــ 1982.
عمل كمساعد مصور سينمائي 1985 ــ 1988 . قام بإدارة تصوير أول أفلامه التسجيلية "النوسي" 1988 ثم قدم في نفس العام فيلمه التسجيلي الثاني "تقارير موجزة عن السينما المصرية" من إخراج مؤمن السميحي. وفي العام التالي قدم فيلمه الطويل "السباق الطويل" من إخراج محمد خان الذي قدمه لأول مرة كمصور لفيلم روائي في فيلمه "سوبر ماركت"، ثم صور معه فيلمه "فارس المدينة"، وكان فيلمه الثالث “القاتلة” من إخراج إيناس الدغيدي.