حالات الاصابة بأوميكرون في الهند تتضاعف وتُشكل تهديدا خطيرا على الاقتصاد
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /السبت/ أن الهند شددت قيودها الخاصة لمكافحة أحدث موجة عدوى من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والمدفوعة بشكل كبير بمتحور أوميكرون، الذي أصبح يهدد الانتعاش الاقتصادي القوي للبلاد بعدما تكبدت خسائر فادحة في العام الماضي بسبب متغير دلتا .
وأوضحت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي) أن الإصابات اليومية الجديدة في الهند زادت بأكثر من الضعف في ثلاثة أيام لتصل إلى 117100 حتى صباح يوم أمس الجمعة، بينما ارتفع عدد الحالات النشطة بنحو 73 في المائة ووصل إلى 371 ألفا و363 حالة. وجاءت الزيادة في أعقاب فترة مزدحمة من المناسبات الاجتماعية في الهند، تضمنت أعياد دينية هامة وعطلات ومواسم الزفاف .
وفي محاولة لمكافحة العدوى، فرضت العاصمة نيودلهي وعدة ولايات حظر تجول ليلا وفي عطلة نهاية الأسبوع وقيدت السعة في الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية ودور السينما. لكن السلطات تراجعت عن اتخاذ تدابير مرهقة كما حدث خلال عمليات الإغلاق السابقة اعتقادا منها أن متغير أوميكرون أقل تهديدا للحياة. وأعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي في أول خطاب له في هذا العام أن "كورونا يطرح تحديات، لكنه لا ينبغي له أن يعرقل عملية النمو".
وأفادت الصحيفة: أنه بعد واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم في بداية الوباء، تقلص الناتج المحلي الإجمالي للهند بنسبة قياسية بلغت 24.4 في المائة بين أبريل ويونيو 2020. وبعد ذلك، بدأ التعافي، حيث نما بنسبة 8.4 في المائة على أساس سنوي من يوليو إلى سبتمبر و 20.1 في المائة في الربع السابق، وفقا للإحصاءات الرسمية .
لكن القيود المفروضة على التعامل مع التفشي الأخير ستؤثر حتما على خدمات مثل الضيافة والتعليم وستبطئ زخم الانتعاش الاقتصادي، وفقًا لقول كيرتي جوشي، كبير الاقتصاديين في وكالة التصنيف الدولية Crisil. فيما قال اقتصاديون، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز، إن ارتفاع معدلات البطالة والزيادات الأخيرة في الأسعار أثرت سلبا على أفقر سكان الهند، مما شكل عملية توازن صعبة أمام واضعي السياسات بين الاهتمام بالصحة العامة والسماح للناس بالعمل .
وتابعت الصحيفة أنه بينما لم يتسبب أوميكرون في معدلات دخول كبيرة إلى المستشفيات حتى الآن، يحذر الخبراء من أن الفيروس لا يمكن التنبؤ به، بما ينذر باحتمالية تكرار الموجة الثانية الكارثية التي تعرضت لها الهند في العام الماضي وأودت بحياة مئات الآلاف وألحقت الخراب بالبنية التحتية الصحية الهشة بالفعل في البلاد.
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة الهندية، كانت ولاية ماهاراشترا، موطن العاصمة المالية للهند مومباي، واحدة من أكثر المناطق تضررًا من الموجة الأخيرة، فيما جاءت نتائج اختبار حاكم الولاية إيجابية يوم الثلاثاء الماضي. ويدفع مسئولو الصحة الناس للتطعيم، حيث تم تطعيم 64 في المائة من السكان البالغين في الهند بحلول ديسمبر الماضي بينما تلقى 90 في المائة جرعة واحدة على الأقل، كما تم البدء هذا الأسبوع بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عامًا. ومع ذلك، فإن حالة عدم اليقين الجديدة كانت تثير القلق بين رجال الأعمال بشأن آفاق المستقبل الاقتصادي للبلاد خلال الفترة القادمة!.