وزير خارجية فرنسا: نرحب بعودة سفير الجزائر بعد 3 أشهر من الأزمة الدبلوماسية
رحب وزير خارجية فرنسا، اليوم، بعودة سفير الجزائر بعد 3 أشهر من الأزمة الدبلوماسية.
وذكرت قناة 24، أن جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي يرحب اليوم، بعودة السفير الجزائري إلى باريس بعد 3 أشهر من الأزمة الدبلوماسية، مؤكداً رغبة بلاده في إحياء الشراكة مع الجزائر.
وقال لودريان في مقابلة مع قناة بي إف إم وإذاعة أر إم سي: "هذا خبر جيد، تسعدني عودة السفير إلى باريس كل هذا إيجابي للغاية"، وأضاف "نرغب في إحياء الشراكة مع الجزائر، لدينا تاريخ مشترك، يشوبه التعقيد والمعاناة، يجب أن نتجاوز ذلك ونستأنف معاً طريق النقاش".
ولفت إلى ملفات الهجرة والقضايا الاقتصادية والأمنية في المنطقة، وأن للجزائر دور مركزي في الأمن الإقليمي، لا سيما في مالي، حيث تتدخل فرنسا عسكرياً منذ 8 أعوام في مكافحة الإرهابيين.
واستدعت الجزائر سفيرها في 2 أكتوبر الماضي، بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر فيها أن الجزائر أقامت بعد استقلالها في 1962 "ريعاً للذاكرة" يحافظ عليه "النظام السياسي العسكري"، لكن ماكرون أعلن بعد ذلك أنه "يأسف للخلافات وسوء التفاهم" مع الجزائر.
وكثيراً ما تشهد العلاقات بين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، والجزائر اضطرابات، وكانت آخر أزمة بينهما في 23 فبراير2005، عندما أقر البرلمان الفرنسي قانوناً يعترف بـ"الدور الإيجابي للاستعمار".
يبدو أن القطيعة بين الجزائر وفرنسا تبددت بعد قرار الأولى إعادة سفيرها لمباشرة مهماته في العاصمة باريس. ففي حين كانت الخطوة متوقعة بعد إشارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزيارات وزير خارجيته جان إيف لودريان، ما زال الهدوء الجزائري الذي يرافقها، يثير التساؤل.
عودة بعد إشارات تهدئة
وجاء الإعلان عن القرار بعد استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السفير محمد عنتر داود، الذي غاب منذ حوالى ثلاثة أشهر، إثر استدعائه من قبل سلطات بلاده على خلفية التدخل غير المقبول لفرنسا في شؤونها الداخلية، وهو الإجراء الذي تلاه قرار آخر يقضي بحظر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية في مجالها الجوي.
وبعد توتر عرف تبادل اتهامات مع تصلب في الموقف، عادت الأوضاع لتعرف حالة تهدئة من جانب باريس، مع تصريحات ماكرون ولودريان، الذي قال عقب استقباله من قبل الرئيس تبون في الجزائر، إنه "نقل إلى تبون رغبة فرنسا بالعمل من أجل إذابة الجليد وسوء التفاهم الحاصل بين البلدين"، وإنه "يأمل في أن يكون هناك استئناف للعلاقات الطبيعية خلال العام المقبل"، مضيفاً أن "الجزائر وفرنسا تواجهان تحديات كبيرة إقليمياً ودولياً في ما يتعلق بالإرهاب في الساحل والهجرة غير الشرعية".