«التحطيب».. رحلة 5 آلاف سنة من «لعبة فرعونية» إلى فن تراثي عالمي
نشر موقع "المونيتور" تقريرا تحدث فيه عن فن التحطيب القتالي في مصر، وكيف تحول من لعبة فرعونية أصيلة يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة إلى فن تراثي تم إدراجه في "اليونسكو" كـ"تراث ثقافي غير مادي"، محاورا رضوان منصور أشهر لاعبي التحطيب في محافظة الأقصر، حيث تمثل عنصرا أساسيا فى الاحتفالات والموالد الشعبية بقرى الصعيد.
ويحكي "رضوان "عن تجربته الخاصة وكيف أنه ورث التحطيب بالعصا -التي يبلغ طولها نحو مترين- عن والده الذي علمه قواعد وفنون اللعبة القتال عندما كان في العاشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين كانت جزءًا مهمًا من حياته، مشيرا إلى أن فن التحطيب من الفنون القتالية المصرية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة، حتى تم تسجيله في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في عام 2016 كفنون قتالية.
مصر تسعى إلى إحياء الاهتمام الشعبي بالتحطيب
ونقل الموقع عن اليونسكو وصفها لفن التحطيب "لقد تغير دوره إلى لعبة احتفالية في حين أن بعض الرموز والقيم المرتبطة بممارسة هذا الفن لا تزال قائمة.. وتستند قواعد اللعبة إلى قيم مثل الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والقوة والفخامة والفخر"، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة المصرية، تسعى بالتعاون مع منظمة اليونسكو، إلى إحياء الاهتمام الشعبي باللعبة.
وأشار الموقع إلى أن "التحطيب" هو لعبة فرعونية نُقشت على جدران المعابد المصرية القديمة منذ آلاف الأعوام، حيث تم العثور على رسوم تحطيب منقوشة على جدران معبدي أبيدوس بسوهاج ومقبرة بني حسن بالمنيا، وتم توثيق اللعبة على أنها فن قتالي يقوم به الجنود استعدادًا للقتال للدفاع عن أنفسهم وممتلكاته، واليوم أصبحت عرضا استعراضيا شهيرا يمارسونه المصريون، وخاصة في الصعيد، في حفلاتهم وأفراحهم بالرقص على المزمار البلدي.
مهرجان التحطيب الوطني في قرية فتحي
وأشار الموقع إلى افتتاح الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة في ديسمبر الماضي فعاليات الدورة الـ11 من المهرجان القومى للتحطيب الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة على هامش افتتاح المرحلة الأولى لمشروع تطوير وإحياء قرية المعمارى العالمى حسن فتحى بعد 70 عامًا من إنشائها بالقرنة الجديدة، بمشاركة 33 لاعبا و7 فرق وطنية.
وقال رئيس المهرجان أحمد الشافعي لـ "المونيتور" إن الفعالية تضمنت مجموعة واسعة من المعارض لإبراز مهارات المنتخبات الوطنية وكبار اللاعبين والترويج للعبة بشكل عام، لافتا إلى إن حماس المصريين للمهرجان لم يكن مفاجئا ، نظرا لاهتمامهم الشعبي بالموسيقى الشعبية، حتى الأطفال الذين لم يروا التحطيب من قبل يريدون العزف عندما يسمعون الموسيقى تبدأ.
فيما قال معتز السيد، رئيس النقابة العامة للمرشدين السياحيين سابقاً ، إن مهرجان التحطيب وغيره من الأحداث التي تسلط الضوء على الحياة في مصر القديمة ، مثل الاحتفال بالأعياد الفرعونية ، تعد إضافة قيمة للسياحة.
وأضاف لـ "المونيتور" إن التراث الثقافي المصري يحتاج إلى مثل هذه الفعاليات ، وشدد على ضرورة الترويج لها دوليًا.