ميلاد شيخ الأزهر.. إمام السماحة يبدأ عامه الـ76 بـ«ترسيخ الأخوة الإنسانية»
يحل اليوم الخميس، السادس من شهر يناير 2022، العيد الـ76 لميلاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ليُنهي عامًا بـ"تحديات المناخ" الذي تُزعج العالم أجمع في الفترة الراهنة، ويبدأ سنة جديدة بـ"الأخوة الإنسانية".
ويسعى شيخ الأزهر لنشر سماحة الإسلام وترسيخ القيم الإنسانية في العديد من المحافل الدولية، داخل مصر وخارجها، تظل جهوده مستمرة نحو ترسيخ مبدأ الأخوة الإنسانية، ونشر صحيح الدين وإبراز سماحة الإسلام في العالم أجمع.
التحذير من التغيرات المناخية
وعبر شيخ الأزهر الشريف، الذي تولى منصبه في مارس 2010، خلال العام الـ75 من عمره، عن حبه وانتمائه لوطنه وظهر ذلك من خلال سعيه لمواجهة التحديات والصعوبات التي تطارد العالم في الوقت الحالي، وتحذيره من خطورة التغيرات المناخية.
وتحدث الإمام الأكبر عن قضية المناخ وهي واحدة من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العالمي وتمس حياة جميع الكائنات الحية، فضلًا عن مستقبل الأجيال القادمة والحياة على وجه الأرض، في العاصمة الإيطالية روما، خلال تواجده فيها خلال الفترة من 3 - 9 أكتوبر من العام الماضي 2021؛ للمشاركة في قمتي قادة الأديان بشأن المناخ والتعليم.
نداء مشترك
وأطلق شيخ الأزهر نداءً مشتركًا للتحذير من "أزمة غير مسبوقة" بسبب التغير المناخي، وكان فضيلة الإمام الأكبر قد أطلق نداء إنسانيًا، خلال كلمته في قمة قادة الأديان للتغير المناخي بالفاتيكان، للوقوف بالمرصاد في وجه أي نشاط يضر بالبيئة، أو يفاقم من أزمة تغير المناخ، داعيًا علماء الأديان ورجالها أن يقوموا بواجبهم الديني في تحمل مسئولياتهم كاملة تجاه هذه الأزمة، مؤكدًا أنهم مع ما يتمتعون به من تأثير روحي في كافة الأوساط، يستطيعون نشر الوعي الديني بأبعاد هذه الأزمة، بما يُسهم في محاصرتها والتخفيف من أخطارها.
وفي ديسمبر من العام ذاته، أطلقت جامعة الأزهر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي،٧٧ مؤتمرًا عالميًا تحت عنوان" تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة"، قال شيخ الأزهر خلاله، إنَّ الأزمة الجديدة التي تضرب عالمنا اليوم هي البيئة والمناخ، وإن أخطارها من ارتفاع درجات الحرارة، واندلاع الحرائق في الغابات، وسقوط الثلوج في البحار والمحيطات، وانقراض كثير من أنواع الحيوان والنبات.
وأضاف أن ذلك بدأت تظهر بوادره واضحة للعيان، وبصورة مزعجة حملت المسئولين في الشرق والغرب على إطلاق صيحات الخطر، وعقد المؤتمرات العالمية من أجل التصدي لأسباب هذه الكارثة، والعمل الجاد على منعها وتجريم مرتكبيها.
وبدأ شيخ الأزهر العام الـ76 من عمره في يناير 2022، بالعمل على ترشيخ المواطنة والأخوة الإنسانية، وجاءت زيارته للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والإخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد، في مقر الكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ليؤكد أن الرسالات السماوية بينها مشتركات أخلاقية كثيرة، وأن من بين هذه المشتركات هي قيمة السلام، وقيمة الأخوة، وليستشهد بقول رسولنا الكريم: «اللهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمُ إخْوَةٌ».
ولد الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، بقرية القُرَنة التابعة لمدينة الأقصر في 3 من صفر من عام 1365هـ، الموافق 6 من يناير عام 1946، في أسرة عريقة طيبة المحتد، ووالده من أهل العلم والصلاح، نشأ ببلدته ثم تعلم في الأزهر؛ فحفظ القرآنَ وقرأ المتون العلميَّةَ على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحَقَ بشُعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، حتى تخرَّج فيها بتفوق عام 1969.