«سيميولوجيا الحرب على الإرهاب».. كتاب يكشف التغطيات المصورة للحرب على داعش
يصدر قريبًا كتاب «سيميولوجيا الحرب علي الإرهاب» للباحثة داليا الشربيني عن دار الوهيبي للنشر، وهو عن رسالتها بمرحلة الدكتوراة التى ناقشتها مؤخرًا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ويعرض ضمن إصدارات الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو بمقدمة للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية بالجامعة.
ومن مقدمة الكتاب: «الكتاب يهدف إلى إلقاء الضوء على التغطيات المصورة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فى العالم العربي، المنشورة في الصحافة الغربية، التي لقيت تغطية واسعة من الصحف العربية والعالمية، خاصة بعد أن شهد الإرهاب انتشارًا واسعًا، وغير مسبوق في العديد من مناطق العالم، ولا سيما في بعض البلدان العربية، مما جعلها ظاهرةً مركبةً تختلط فيها الجوانب الجنائية والإجرامية والنفسية مع الجوانب السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وبعد أن أصبح بكافة صوره وأشكاله الفردية والوطنية والدولية صار يمثل تحديًاعالميًّا، لا سيما بما يحرزه من تقدُّم مذهل في دروب العلم والتكنولوجيا واستفادته من أوجه العولمة المتعددة، وخاصة شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وبما يفرضه من حضور إعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة القنوات الفضائية والصحف وغيرها، الأمر الذي ألقى بظلاله على تنامي الظواهر الإرهابية، ليس من خلال التزايد المطرد في عدد الضحايا وحجم الدمار الذي تخلفه وحسب بل في قدرة الجماعات الإرهابية على نشر الخطر وإشاعة الخوف والفزع والقلق على مستوى العالم، وتأسيسًا على ما تم عرضه بشأن هذا الموضوع».
بدأ تفكير الكاتبة في دراسة التحليل السيميولوجي للتغطيات المصورة للحرب على الإرهاب في سوريا والعراق في ظلِّ ندرة وغياب الدراسات العربية التي تتناول التحليل السيميولوجي للحروب والإرهاب، وتركيزها فقط على سيميائية الصور والتوظيف السياسي للصورة، وكذلك أيضًا الكاريكاتير، وتركيزها فقط على سيميائية الصورة الصحفية ودورها في الإشهار الأيديولوجي لتنظيم داعش، وكذلك أيضًا صناعة الخوف في خطاب الصورة الدعائي لتنظيم داعش، والتوظيف السياسي للصورة في قضايا الحراك الشعبي، وفي ظل ندرة الدراسات الأجنبية التي تناولت التحليل السيميولوجي للحروب والإرهاب، فيما عدا دراسة أنجي لوفيلاس Angie Lovelace التي جاءت عن الصور الأيقونية لحرب فيتنام تحليل سيميولوجي كمحاولة للفهم؛ حيث اهتمت الدراسات الأجنبية بتناول الحروب والإرهاب من خلال تحليل أطر التغطية التصويرية لها، وليس من خلال نظرية التحليل السيميولوجي، حيث لاحظت الكاتبة زيادة نسبة الدراسات الأجنبية التي تناولت التحليل السيميولوجي للإعلانات، وحملات الدعاية الانتخابية، والكاريكاتير السياسي.
ثم تزامن اهتمام الكاتبة بالصورة الفوتوغرافية مع تصاعد الأهتمام بها في ظل اختلاف المكوِّنات الأساسية للعمل الإعلامي، في ظلِّ ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم،الذي أصبح يعتمد بشكل أساسي، على الصورة الإعلامية وسيلة للتواصل مع المجتمع؛ من خلال معالجة الأفكار وتعزيزها، والسيطرة عليها؛ لتتحول إلى الصور الذهنية التي تُسهم بشكل أساسي، في تحديد نظرة الفرد إلى المجتمع، وتُعد الصورة الإعلامية وسيطًا يساعد على الوعي بالذات والمجتمع.
كما أحدثت هذه الثورة تغييراتٍ هائلةً في صناعةِ الصورةِ الإعلاميةِ، التي شهدتْ كثيرًا من التطورات في مجمل إنتاجها، وكثيرًا من الظواهر الجديدة باعتبارها وسيلةَ اتصال لها تقنياتها وظواهرها وأخلاقياتها الخاصة بها، ولكونها قادرة على إثارة ردود أفعال سياسية واجتماعية وثقافية بدرجة أكبر مما تحدثه الفنون الإعلامية الأخرى.
فالصورة الفوتوغرافية قادرة على تقديم الحقيقة أكثر من النصوص المكتوبة، فعلى الرغم من أنَّ الصور قد تحتوي في كثير من الأحيان على محتوى عنيف أو صادم أو مثير للاشمئزاز، إلا أنها تقوم بتقديم قيمة اجتماعية كبيرة، كما أنها تُستخدم دائمًا كأداة للتأثير على تصورات القُرَّاء وإثارة مشاعرهم، خصوصًا في الأحداث الخاصة بالحروب والأزمات العنيفة، كما أنها تحتوي على علامات ورموز ومعانٍ واضحة مباشرة وإيحائية ماورائية، والتي يمكن أن تنتج عن طريق وضعية الالتقاط والتأثيرات الخاصة، والمعايير الجمالية في الصورة والمشاهد المتعاقبة، كما أن نوعية الصورة من حيث الألوان ودلالاتها أو الأبيض والأسود وتدرجاته تقدِّم معانى إيجابية متغيرة، كما أن حركة الجسم وانطباعات الوجه والإيماءات كلها عناصر تساعد القارئ على تحليل الشفرات الثقافية، وبالتالي القراءات الأيديولوجية أو الأسطورية.