لماذا يتأثر الأطفال بتشوهات نفسية بعد مشاهدة الرسومات المتحركة؟
تحليل معلومات جديد أطلقه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، محذرًا من تأثير الأفلام الكرتونية على السلوك الاجتماعي والنفسي للأطفال، كونه يمكن أن يدمر الأطفال، إثر مشاهدتهم لمحتوى العنف وغيره من السلبيات.
وبالرغم من أن الرسومات المتحركة تُعد وسيلة جيدة لتربية وتعليم الطفل بشكل سهل يمكن أن يستوعبه الذهن هذا السن الصغير، إلا أن الدراسات بّينت معاناة 78% من الأطفال من آثار نفسية بعد مشاهدتها، بينما يعاني البعض الآخر من آثار نفسية أقل.
وكشفت أيضًا أن 70% من الأطفال يبدلوا لغتهم بعد مشاهدة الرسوم المتحركة، وأيضًا يتغير سلوكهم بشكل ملحوظ، وتفرض العادات العدوانية سيطرتها على تفكيرهم، بناءً على ما شاهدوه وتأثروا به، ففي الفترة من مايو 2020 إلى أبريل 2021، أجرت شركة "كاسبرسكي" دراسة أخرى، كشفت ارتفاع نسبة الأطفال للبرامج الصوتية والفيديو، والتي بلغت 44.38% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي سجلت 40%.
قال الدكتور جمال حميد، الاستشاري النفسي والمتخصص في علاج الأطفال، أن الأطفال يميلون إلى مشاهدة الرسوم المتحركة في أي وقت خلال اليوم، حتى أن الفيلم نفسه من الممكن أن يتم مشاهدته عدة مرات، وفي الوقت الحاضر، هناك قنوات تلفزيونية تبث الرسوم المتحركة بشكل مستمر، والتي قد يكون لها تأثيرات إيجابية وسلبية على سلوك الأطفال.
وأضاف: "الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة يظهرون مستوى عاليًا من اكتساب اللغة والتطور المعرفي، لكنهم يظهرون أيضًا بعض السلوك العدواني والعنيف مع أشقائهم وأصدقائهم في بعض الأحيان، حيث يُظهر بعض الأطفال أيضًا سلوكًا معاديًا للمجتمع نتيجة تقليد الكرتون، وفى بعض الأحيان يصبحون متعصبين أكثر من اللازم في حياتهم الحقيقية، مع زيادة احتمال تعرضهم لمشكلات الانتباه واضطراب اللغة والسلوك الشبيه بالتوحد".
أما عن الحلول الممكنة: "قد يكون للأفلام الكرتونية تأثيرات إيجابية، فمن الناحية الاجتماعية، من الممكن استخدام الرسوم المتحركة بشكل إيجابي لتعليم الطفل كيفية التحكم في أعصابه، وطاعة والديه، والتحدث بطريقة مهذبة، أو مساعدة الفقراء وكبار السن ومد يد العون لصغار السن، وكيفية العمل في مجموعة دون الشعور بالكراهية أو أن يغار من زملائه".
أشار أيضًا إلى إلى مجموعة من التوصيات والآليات لمواجهة المخاطر السلبية لمشاهدة الأفلام الكرتونية على الأطفال ومنها ضرورة إيلاء الآباء المزيد من الاهتمام باختيار الرسوم المتحركة المناسبة لأطفالهم، والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي عليهم، لذا فلابد أن يكون الآباء لهم الدور الأساسي في الحد من الآثار السلبية على الأطفال وذلك من خلال اختيار الأفلام الكرتونية المناسبة للطفل ولعمره.
واختتم: "من الضروري عدم القيام بتشغيل جهاز العرض بطريقة عشوائية، وتحديد وقت المشاهدة بساعة أو ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من عامين، وقيام الآباء بمناقشة أطفالهم عن شخصيات الرسوم المتحركة وضرورة مشاهدة الآباء للأفلام الكرتونية مع الطفل، ومناقشة ما تم عرضه بالفيلم، ومناقشة الإيجابيات والسلبيات التي تناولها فيلم الكرتون، وضرورة مشاركة الأطفال في أنشطة أخرى، وخاصة القراءة، وتشجيعهم على اللعب والتمارين الرياضية، حتى يكون لديهم خيارات أخرى بخلاف مشاهدة الرسوم المتحركة فقط".
جاء موقع "يوتيوب" في مقدمة اهتمامات الأطفال في جميع أنحاء العالم خلال فترة الدراسة بنسبة 32.17%، وهو ما يؤكد أن "اليوتيوب" كان الخدمة الأكثر طلبًا بين الأطفال، ووفقًا لبيانات شركة "كاسبرسكي" ، فإن أكثر زوار منصات الفيديو تكرارًا كانوا من الأطفال في جنوب آسيا، بنسبة 53.19%، تليها إفريقيا والوطن العربي في المرتبة الثانية والثالثة بنسبة 51.28% و48.13% على التوالي، بينما تقل نسبة استخدام الأطفال في أوروبا لمنصات الفيديو من أجهزة الكمبيوتر.
وجاءت الهند في مقدمة الدول التي يستخدم أطفالها مواقع "البرامج والصوت والفيديو" وفقًا للدول، بنسبة 54.91%، تليها السعودية وجنوب إفريقيا بنسبة 52.09% و51.87% على التوالي، في حين يفضل 41.23% من الأطفال في مصر قضاء الوقت في مشاهدة مقاطع الفيديو على أجهزة الكمبيوتر، و41.08% في الاتحاد الروسي و40.14% في كازاخستان، و40.12% في بريطانيا العظمى، كما يقضي الأطفال في العالم العربي وأمريكا الشمالية وقتًا أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو على تطبيق "اليوتيوب" للجوّال مقارنةً بالأطفال في أوروبا ورابطة الدول المستقلة.
ووفقًا لبحث أكاديمي بجامعة "ميتشجن"، لخص محتوى الرسوم المتحركة في جداول الأطفال، فقد أشار إلى أن الأطفال في الفئة العمرية (2 – 5) سنوات يقضون في مشاهدة الرسوم المتحركة مدة 32 ساعة أسبوعيًا، أما الأطفال في الفئة العمرية (6- 11) سنة فيشاهدون الرسوم المتحركة لمدة 28 ساعة أسبوعيًا، و71% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا لديهم تلفاز في غرفهم، و53% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا لا يخضعون لمراقبة أبوية لما يشاهدونه على التلفاز.
أفادت الدراسات أن 41% من الأطفال يشاهدون الرسوم المتحركة من أجل المتعة و23% يشاهدون الكرتون للتأثر بحركة الرسوم المتحركة والشخصيات الكرتونية، و 17% فقط من الأطفال يشاهدون الكرتون من أجل التعلم.