معلومات الوزراء يصدر تحليلاً حول تأثير مشاهدة الأفلام الكرتونية على سلوك الأطفال
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً معلوماتياً حول الأفلام الكرتونية ومدى تأثير مشاهدتها على السلوك الاجتماعي للأطفال، حيث أوضح المركز في تحليله أنه مع تطور وتنوع تقنيات التواصل والاتصال، فقد أصبح الطفل في مراحل الطفولة المختلفة جمهورًا مستهدفًا، ويعد الكرتون سلاحًا ذا حدين؛ حيث يمكن أن يدمر الأطفال من خلال التعرض المفرط لمحتوى العنف وغيره من السلبيات، أو يمكن أن يساعد في تربية طفل متوازن بحالة نفسية سليمة، كما أنه يمكن أن تكون الرسوم المتحركة بمثابة مدرسة منزلية، لتعليم الطفل تجربة الحياة.
وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة يظهرون مستوى عاليًا من اكتساب اللغة والتطور المعرفي، لكنهم يظهرون أيضًا بعض السلوك العدواني والعنيف مع أشقائهم وأصدقائهم في بعض الأحيان، حيث يُظهر بعض الأطفال أيضًا سلوكًا معاديًا للمجتمع نتيجة تقليد الكرتون، وفى بعض الأحيان يصبحون متعصبين أكثر من اللازم في حياتهم الحقيقية، مع زيادة احتمال تعرضهم لمشكلات الانتباه واضطراب اللغة والسلوك الشبيه بالتوحد.
وقد يكون للأفلام الكرتونية تأثيرات إيجابية، فمن الناحية الاجتماعية، من الممكن استخدام الرسوم المتحركة بشكل إيجابي لتعليم الطفل كيفية التحكم في أعصابه، وطاعة والديه، والتحدث بطريقة مهذبة، أو مساعدة الفقراء وكبار السن ومد يد العون لصغار السن، وكيفية العمل في مجموعة دون الشعور بالكراهية أو أن يغار من زملائه، أما المهارات، فمن الممكن أن يؤثر محتوى الرسوم المتحركة إيجابًا من خلال تعليم الطفل الصغير كيف يكون قائدًا، وكيف يحلل المشكلات بطريقة علمية، وكيف يدير المخاطر، أو يجعل الطفل محبًا للرياضة ويعرف فوائدها، هذا بالإضافة إلى أن الرسوم المتحركة تعد مصدرًا للتخفيف من التوتر والمتعة، وفيما يتعلق بتجربة الحياة، والتعرف على العالم بشكل عام، فمن الممكن أن تؤدي الرسوم المتحركة إلى إدراك الطفل لمخاطر البيئة المحيطة به مثل مخاطر المرتفعات والنيران والكهرباء وعبور الطرق ويمكن أن تعلمه أيضًا مهارات الكشافة، مثل كيفية التصرف في البرية، أو التعامل مع الجروح، الأمر الذي قد يؤدي إلى تنمية التفكير والخيال وحل المشكلات والإبداع، وغيرها.
أما استنتاجات علماء النفس عن الآثار السلبية للرسوم المتحركة على الأطفال فقد أكدت أن الإفراط في مشاهدة التلفاز قد يؤدي إلى السمنة المفرطة، كما أن الأطفال قد يبدون عادةً سلوكًا محفوفًا بالمخاطر، على سبيل المثال، التدخين وشرب الكحوليات، والقفز من المرتفعات، أو سرقة أشياء في سبيل أن يكون مشهدًا مضحكًا، أو قيادة سيارة أو العبث أثناء وقت الجد في سبيل أن يكون مشهدًا مضحكًا، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين ( AACAP) فقد أكدت أن التلفاز يؤثر على سلوك الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة، حيث إن الأطفال الذين يشاهدون العروض التي تتضمن مشاهد العنف، من المرجح أن يقلدوا ما يرونه، فهم ما يزالون غير متحكمين في عقولهم وأجسادهم.
وفى هذا الإطار، أشار المركز إلى مجموعة من التوصيات والآليات لمواجهة المخاطر السلبية لمشاهدة الأفلام الكرتونية على الأطفال ومنها ضرورة إيلاء الآباء المزيد من الاهتمام باختيار الرسوم المتحركة المناسبة لأطفالهم والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي عليهم، لذا فلابد أن يكون الآباء لهم الدور الأساسي في الحد من الآثار السلبية على الأطفال وذلك من خلال اختيار الأفلام الكرتونية المناسبة للطفل ولعمره، وعدم القيام بتشغيل جهاز العرض بطريقة عشوائية، وتحديد وقت المشاهدة بساعة أو ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من عامين، وقيام الآباء بمناقشة أطفالهم عن شخصيات الرسوم المتحركة وضرورة مشاهدة الآباء للأفلام الكرتونية مع الطفل، ومناقشة ما تم عرضه بالفيلم، ومناقشة الإيجابيات والسلبيات التي تناولها فيلم الكرتون، وضرورة مشاركة الأطفال في أنشطة أخرى، وخاصة القراءة، وتشجيعهم على اللعب والتمارين الرياضية، حتى يكون لديهم خيارات أخرى بخلاف مشاهدة الرسوم المتحركة فقط.