فاطمة المعدول عن جابر عصفور: الأستاذ دائما والمنحاز للمثقفين والإبداع
لم تزل بعد حالة الحزن والفقد التي أشاعها خبر رحيل الناقد والمفكر وأحد أعمدة التنوير في المشهد الثقافي العربي الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، منذ صباح أمس الأول حتى اللحظة الراهنة.
ومازالت تتوالى شهادات الكتَّاب المصريين والعرب حول ما قدمه الناقد والأكاديمي الراحل جابر عصفور، للمشهد الثقافي المصري والعربي، وفي هذا الصدد، كتبت الكاتبة فاطمة المعدول، مقالًا حمل عنوان "ظل الأستاذ دائمًا" نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وقالت فاطمة المعدول، "جاء جابر عصفور إلى وزارة الثقافة موظفًا كبيرًا، فكل المناصب مهما تقلدها مثقفين أو فنانين يصبحون أمام القانون وفي الدفاتر موظفين حتى لو كانت أعلى المناصب، وكم رأينا كثيرا أساتذة جامعة يندمجون في دورهم الوظيفي ويتوارى أستاذ الجامعة أو المثقف أو الفنان خلف الموظف الكبير والذي يتحول مع الأيام ، ونتيجة خضوعه للموظفين الصغار الذين يلتفون حوله خاصة موظفين الشؤون المالية والإدارية إلى عبدة للوائح والقوانين وتظل مكانته العلمية تتوارى وتصغر حتى يتحول إلى موظف صغير، وايضا رأينا من لا يستطيع التخلي عن أستاذيته ولا يستطيع التأقلم مع دولاب العمل اليومي الروتيني فيفشل بجدارة.
وتابعت المعدول "أشهد أن الدكتور جابر عصفور كان يدير المجلس الأعلى للثقافة بروح الأستاذ الجامعي والمثقف الحر الذي لم يخضع أبدا لقيود الوظيفة، وفي نفس الوقت استطاع أن يطور ويلتف علي كل اللوائح الجامدة، ويبدع في ذلك، استطاع أن يقدم كل الدعم للثقافة والمثقفين، وأشهد انه طور وصعد بمكانه المجلس الأعلى للثقافة إلى مكانة أعلى وأسمى وجعله بيتا للمثقفين المصريين والعرب، وأضاف للمجلس أدوارا جليلة ذلك بعقد المؤتمرات الثقافية الهامة و"جائزة نجيب محفوظ" وجائزة الشعر"، وجائزة الرواية"وغيرها.
ولفتت “المعدول”،إلى أن الراحل جابر عصفور " استطاع أن يضاعف عدد جوائز الدولة، وايضا في القيمة المالية المخصصة لكل جائزة، لقد انحاز إلى المثقفين وانحاز إلى حرية المثقف ولم يعد المجلس في عهده حكرا على الحكوميين والمرضي عنهم، بل أصبح مكانا لكل المتميزين والمهمين في الفن والثقافة حتى لو كانوا معارضين أو غير حكوميين.
وختمت مقالها، “ كنت أنا و صديقي العزيز الناقد علي أبوشادي رحمة الله عليه، نضحك حينما يعامل الموظفين مثل الطلبة في الجامعة، وحينما ينادي علي الساعي ويقول الفراش وكأنه لايزال استاذ جامعي ، والحقيقة أنه لم يخلع أبدا ثوبه كأستاذ جامعي ولم يتخلى أبدا عن أبداعه النقدي والثقافي ، وهذا سر تفرده وتميزه ورقي إبداعه وإنجازه، رحمة الله علية استاذا كبيرا وناقدا مجددا وموظفا قدير وحقيقة هذا صعب جدا لو تعلمون، ولكنه كان . جابر عصفور