«عصفور يغادر القفص».. وداع متناقض لعميد النقاد العرب بين محب وشامت
رحل عميد النقاد العرب الدكتور جابر عصفور، أمس الجمعة، عن عمرٍ ناهز الـ77 عامًا، وفي حياته كانت للراحل العديد من الإسهامات التي جعلته في مصاف النقاد والتنويريين.
آراء "عصفور" كانت محل جدل، إلا أنه كان يُنظر له باعتباره مجددًا وعقلًا عبقريًا قادرًا على التفكير الصحيح والسليم.
وعلى مدار حياته وحتى بعد مماته، ظل "عصفور" مثارًا للجدل ما بين مُحب وكاره، ليظهر ذلك جليًا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنوعت المنشورات ما بين مترحم وشامت، ومعددًا لمزاياه ومترصدًا لأخطائه.
العديد من أدباء مصر أشادوا بتجربة الناقد العظيم جابر عصفور، منهم الدكتور حسين حمودة، وعماد أبوغازي وفاروق حسني، وتوالت رسالات النعي من الجهات والمؤسسات الثقافية، كونه وزيرًا سابقًا للثقافة، له العديد من الإسهامات منها تأسيس المركز القومي للترجمة ومجلة فصول النقدية التي تعد أقوى مجلة نقدية عربية، وغيرها الكثير من الإنجازات.
من ناحية أخرى، توالت منشورات البغض والكراهية من المتشددين والمتطرفين ممن يرون العالم من زوايا ضيقة، هؤلاء لم يروا عصفور إلا عدوًا للإسلام مُحاربًا لقيم الدين الحنيف، وحجتهم في ذلك آراؤه حول تجديد الخطاب الديني وغيرها.
هؤلاء كتبوا عبر صفحاتهم يهاجمون الدكتور جابر عصفور ويعتدون عليه بالسباب بعد رحيله، وكأنه ظل طوال عمره يحارب الإسلام والمسلمين، ويدعم العلمانية، والهجوم على آيات الجهاد، ويرون فيه أنه فرغ نفسه لمهاجمة الإسلام.
رغم كل ذلك الهجوم يظل "جابر عصفور" واحدًا من القامات الثقافية التي أفنت عمرها في القراءة والكتابة، وراح يستخلص عصارتها في الرد على المتشددين، ومن هنا كان من الطبيعي أن ينصره النقاد ومن تعلموا وعرفوا النقد على يديه، وأن يسبه كل متشدد.